الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في الذكرى السابعة والسبعين..  الكتابة عن حزبنا بغير الصورة النمطية

بواسطة azzaman

في الذكرى السابعة والسبعين..  الكتابة عن حزبنا بغير الصورة النمطية

فاضل ميراني

 

لا اريد ان اكتب عن حزبنا ما قد يعرفه اغلب ناسنا عنه، تاريخ ومكان تأسيسٍ و انتخاب رئيسه الاول الملا مصطفى البارزاني يوم كان لاجئا في الاتحاد السوڤياتي سنة 1946، حيث انعقد المؤتمر الاول ببغداد خلال الحكم الملكي.

ولئن ذكرت ذلك بعجالة في البدء فليس الا من باب تكرار التوثيق، سيما و لي عنوان في الحزب هو انني من پيشمرگته ( مقاتليه) ومن كوادره. و لأني اكتب في يوم الحزب، في عيده لهذا العام.

اريد ان اتوجه بكلماتي هذه، والتي سأطلب من المكتب الصحفي ترجمتها للغات نعيش معها تداخلا و تخارجا في قضيتنا التي صنعنا حلولها وصنع آخرون مأساتها التي لم توقف مسيرتنا وهي مسيرة جهد مضاعف اضعافا بعد اضعاف، تكاتف في داخلها التنوع العرقي و الفكري وشق طريقها مصطفى البارزاني، وحري بكل حر يريد لكوردستان واهلها الخير، ان يتحرك بروح البارزاني لضمان الوُجةِ الصواب.

الديمقراطي الكوردستاني حزب بقيادة واعية، دائما ماكانت هذه القيادة سابقة لزمنها، لكنها واقعية في العمل فلا تستبق الحدث بما يصعب على الاخرين استيعابه، لكنها تحتفظ بقوة لسلوك درب تقويم القرار اذا ما تعلق القرار بمصير شعبنا، فلقد اخذنا على انفسنا و ضمّنّا برنامج حزبنا ان ندخر كل العزيمة لمواقف الحسم، فلا مجال للقبول بأن يرجع فرد ليتحكم بشعوب العراق بمزاجه و اوهام زعامته.

لم نقف و لن نقف يوما امام الله والضمير و الشعب و التاريخ موقف الخجل من ثمن التضحيات التي بذلها شعبنا، فثمن التضحيات هو الحياة الافضل، و العدالة، و المساواة، والحرية و السلام.

نقيض الديمقراطية

لقد تبنينا الديمقراطية و عملنا على ان تزرع في النفوس، و بناء الديمقراطية في تربة فكر تعودت على نقيض الديمقراطية امر صعب لكنه ليس مستحيلا، ولذا و لأن  الشعوب الحرة لم تكن لتصبح شعوبا ريادية في سوح الانسانية مالم تستبدل جاهليتها بالمعرفة و انزوائها بالاختلاط و عصبيتها بالتقبل، وتتبنى فكرة التداول للحكم بدل الفردية، و تميز بين الادوار فلا تخلط العقيدة بالتعدد الانساني و تنوع الوجود، لذلك و لغيره، كان عملنا في الحركة التحررية لشعبنا و في الحزب مضاعفا مرفوعا بعدد كل مضامير حياة شعبنا، و انظروا و ابحثوا في ثورة ايلول، سترون انها لم تضم التنوع الشعبي فقط، بل جرى العمل على تصحيح مفاهيم القوى الشعبية و جعلها مناجم تضخ الدماء في المجتمع الذي كان اغلبه مقاتلا دفاعا عن غد كوردستان الذي حاول العسكر و عملوا على اغتياله منتشين بخيالات السلطة التي وصلوا اليها في تقليعة الانقلابات التي سادت المنطقة يومها.

السادس عشر من آب 1946 و الى السادس عش منه هذا العام، صورة لتدفق نهر من القيم و العمل اثمر على ضفتيه ما يحتفل به شعبنا لا ما نبثه نحن ليكون حدثا حزبيا.

ليست ثورة ايلول يوم احتفال حزبي لانها من صنع شعب قاده البارزاني، بل هي اول و اسرع و اقوى و ابكر حركة وقفت بوجه الالتواء العسكري الذي اراد مبكرا ان يدجن شعوب العراق لغايات بعيدة عن حق الحياة والاختيار، فالعسكرية وان كانت مطلوبة، لكن الحياة الانسانية ليست عسكرة و لا معسكر و لا كلها حروب ومعارك، فكيف ان كانت افكار قادة البلاد لا تزيد عن فكرة الضابط والجندي، و لقد جربنا انظمتهم ورأينا كيف تتشوه الصورة و تنتهي الامور الى القصف و المقابر الجماعية.

فرض الحروب

لم يولد حزبنا  لأجل ان تظهر صورته شبيهة بالحركات العسكرية، لقد فرضت علينا الحروب فرضا، ولئن تسلحنا فذلك للدفاع و الهجوم على العديد العسكري و الامني الذي حول حقول ارضنا لمزارع الغام، و نثر الغاز السام على شعبنا، و قاد الالوف نحو الدفن في مقابر جماعية، و عمل على الدس بين ابناء البيت الواحد واستمال المغرر بهم بمال الشعب ليكونوا ضدا نوعيا، ثم حاصرنا بعد دفعنا الى اللجوء و باع ارضا ومياها و سيادة للتغلب علينا.نحن متحضرون و عملنا على ادامة الحضارة و السلوك الانساني السامي حتى في اصعب المواقف، فلقد ابت اخلاق البارزاني و حزبه ان نسيء لاسير او ان نتحرك لايقاع الضرر بالمنشآت التي تقدم خدمات وطنية تتعلق بحياة الناس.

لقد عملنا و قدمنا كل الامكانات لتكون معارك دفاعنا غير شبيهة بهجوم العدو، فالقلم و المعلم والدواء والطفولة و الغذاء و الفنون والاديان والتنوع كانت كلها ملفات عمل تندمج بلا فرض و لا انتقائية حتى لا تصيب مجتمعنا عدوى العدائية التي خلقتها انظمة بمفاصل شعبية لتورطها بالجريمة.السادس عشر من آب هو ايضا گولان ثورة بعد النكسة والخيانة، والسادس عشر من آب هو اتفاقية اذار التي اردنا بها ولها ومن خلالها

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير