الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحوراء زينب (ع) قلعة الصبر وقمة الشموخ

بواسطة azzaman

الحوراء زينب (ع) قلعة الصبر وقمة الشموخ

حسين الصدر

-1-

بلغت الوقاحة والدناءة والتنمر ذروتها عند ( ابن زياد ) الذي أقبل على الحوراء زينب (ع) بعد أن أُدخلت عليه مع السبايا فقال لها :

" الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ،

فقالت زينب :

الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمد (ص) وطهرنا مِنَ الرجس تطهيرا

انما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر وهو غَيْرُنا

وهي بهذا الجواب عرّفت ابن زياد بهويته الحقيقية بوصفه واحداُ من أكبر الفاسقين الكذابين الفجرة وألقمته حجراً يخزيه فلم يرتدع

من اين تخجل أوجُهُ أمويةٌ

سكبتْ بلذاتِ الفجورٍ حياءَها

فَوَاصل تحدياتِهِ للعقيلة الحوراء قائلا :

( كيف رأيتِ فعلَ اللهِ بأخيك وأهل بيتكِ ؟

فقالت :

ما رايتُ إلاّ جميلاً ،

هؤلاء قوم كَتَبَ اللهُ عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم ،

وسيجمع الله بيْنك وبيْنهم فتُحاج وتُخاصم ،

فانظر لمن الفلج يومئذ ،

هبلتك أُمّكَ يا ابن مرجانة .

وانّ هذا التقريع للطاغية ( ابن زياد ) يعتبر دليلاً على رباطة الجأش أعلى والشجاعة التي اتسمت بهما الحوراء (ع) ميراثا لها من أبيها امير المؤمنين (ع) بطل الأبطال وفارس الشجعان .

ولقد هَمَّ ابن زياد بقتلها ، غير ان هناك مَنْ مَنَعَهُ من ذلك، ثم عاد الخبيثُ وواصل حديثه قائلا :

لقي شفى الله قلبي مِنْ طاغيتكِ الحسين والعصاة المردة مِنْ اهل بيتك .

وهنا انفجرت الحوراء (ع) بالبكاء وقالت :

لقد قتلتَ كهلي ،

وأبرزتَ أهلي ،

وقطعت فرعي ،

واجتثت أصلي

فان كان هذا شفاؤك فقد اشتفيتَ .

وهي بهذه تذّكر الأمة كلها بما صنع هذا الوغد مع ريحانة رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة وبأهل بيته وأصحابه .

فما كان من ابن زياد الاّ ان قال

هذه سجاعه

ولعمري لقد كان ابوها سَجاعا شاعرا فقالت له الحوراء زينب (ع) :

ما للمرأة والسجاعة إنّ لي عن السجاعة لشغلاً ولكنَّ صدري نَفَث بما قلتُ

هذا موقف واحد من مواقف الحوراء زينب (ع) يكفي للدلالة على ما انطوت عليه شخصية العقيلة زينب مِنْ صبرٍ وايمانٍ وشجاعةٍ وبلاغة وقدرةٍ على تحريك مشاعر الامة ضد الطغاة العتاة أعداء الله والانسانية

ولقد أدّت خطبها ومواقفها في الكوفة والشام  دورها البليغ في تحريك المشاعر والنهوض بوجه العتاة الظالمين.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com

 


مشاهدات 757
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2023/08/09 - 5:31 PM
آخر تحديث 2024/09/26 - 5:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 213 الشهر 38770 الكلي 10027392
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير