الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في رحاب الإمام الحسن (ع)

بواسطة azzaman

في رحاب الإمام الحسن (ع)

حسين الصدر

-1-

قال الشاعر :

اليكُم كلُّ مَكْرُمَةٍ تَؤُولُ

اذا ما قِيلَ جَدُكُمُ الرسولُ

أليس أبوكُمُ الهادي عليٌّ

وأُمكُمُ المُطَّهَرَةُ البتولُ

مَنْ يداني كريمَ أهل البيت في أمجاده ومَنْ يضارعه في سِماتِهِ وصفاته؟

ويكفيه  أنه ثاني أئمةَ الهدى مِنْ اهلِ البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا

ورابعُ اهلِ الكساء الذين هم سادة الخَلْق جميعا .

-2-

وفي الحديث الشريف المروي عن الرسول الاعظم (ص) :

( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا )

أشارة تنزيهيّه  عظمى لمواقفِ الامامِ الحسن (ع) كُلِّها .

فالهدف واحد

ولكنّ الأدوار قد تتعدد .

-3-

كان الامام الحسن (ع) أشبهَ الناسِ بِجَدِّهِ الحبيب المصطفى خَلّقْا وخُلُقا وسؤددا وهَدْياً .

ولقد جعل الله مودَتَهُ فرضاً على المسلمين جميعا حين قال عز اسمه :

( قل لا أسألكم عليه أجراً الاّ المودة في القربى )

الشورى / 23

غير أنَّ الأمويين ناصبوه العداء وسَخَّروا أجهزتهم الاعلامية للنيل منه ، وانطلتْ شبهاتُهم وأضاليهم على كثير من السُذج وضِعاف العقول والإيمان .

-4-

جاء في التاريخ :

انّ النبي (ص) كان يحمله على رقبته فَلِقَيَهُ رجلٌ وهو على هذه الحالة فقال :

نعمَ المركبُ ركبتَ بأغلام ،

فقال رسول الله (ص) :

" ونعم الراكبُ هو "

وكان ابن الزبير مع حقده وحسده لاهل البيت (ع) يقول :

{ ما قامت النساءُ عِنْ مِثْل الحسنِ بن عليّ }

-5-

وصفه واصل بن عطاء فقال عنه :

( كان الحسن بن علي عليه سيماءُ الانبياء وبهاءُ الملوك .

-6-

والامام الحسن (ع) مدرسةٌ فريدة في منظومتها الاخلاقية فلقد جمع السخاء والتواضع، وضرب أروع الامثلة في حسه الانساني الرفيع .

ويكفينا أنْ نقف عند قضية واحدة من قضاياه لتتجلى لنا أبعاد تلك الشخصية العظيمة التي تمور بالعبق الهاشميّ النبيل  والنهج القرآنيّ الأصيل :

جاءه رجل في حاجة فقال له :

اكتُبْ حاجتك في رقعةٍ وارفَعْها اليّ فكتَبَها ورفعها اليه ،

فَضاعَفَها  ،

فقال له بعض جلسائه :

ما كان أعظم بركة هذه الرقعة عليه يا ابن رسول الله فقال :

" بركتُها علينا أعظمُ حيث جعلنا للمعروف اهلاً ،

أما علمتم انّ المعروف ما كان ابتداءً مِنْ غيرِ مسألة ، فامّا اذا اعطيتَه بعد مسألة فانما أعطيتَه مما بذل لك من وجهه ،

وعسى أنْ يكون قد بات ليَلتَهُ أَرقا يميل بين اليأس والرجاء لا تعلم بما يرجع من حاجته أَبِكآبةٍ أم بسرور فيأتيك وفرائِصُهُ ترعد ، وقلبه خائف يخفق فانْ قضيت له حاجته فيما بذل من وجهه فان ذلك أعظم مما نال من معروفك "

والسؤال الآن :

انّ الامام الحسن (ع) يُريدنا أنْ نكون مِنْ اهل المعروف فهل استجبنا له؟

هذا هو السؤال الذي لابُدَّ أنْ يطرحه كُلُّ واحدٍ منّا على نفسه بعد أنْ تفشّى في الناس حُبّ الذات وانخفضت مناسيب الاهتمام بالآخرين .

وهذا هو الدرس الثمين الذي لابُدَّ أنْ لا يُنسى.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com

 

 


مشاهدات 656
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2023/08/23 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/09/25 - 12:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 989 الشهر 39546 الكلي 10028168
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير