نحو فهم صحيح لأحاديث الرسول (ص) وأهل البيت (ع)   (2)

حسين الصدر

-1-

لقد روي عن الرسول الأعظم (ص) قوله :

" اختلاف أمتي رحمة "

وقد كثر الاستشهاد بهذا الحديث الشريف دليلاً على أنَّ الاختلاف القائم بين مختلف الاطراف في المجتمع الاسلامي انما هو دليل عافية وليس مؤشراً من مؤشرات المرض مع أنَّ المقصود من الحديث شيء آخر بعيد كل البعد عن الفهم الخاطئ المتداول بين الناس .

-2-

الصحيح في معنى الحديث هو ما قاله الامام الصادق (ع) لمن سأله قائلاً:

" أنّ قوماً يَروْوُن انّ رسول الله (ص) قال :

اختلاف امني رحمة فقال (ع) :

صدقوا

فقال السائل :

انْ كان اختلافهم رحمة فاجتماعُهم عذاب ..!!

فقال الامام الصادق (ع) :

" ليس حيث تذهب وذهبوا ،

وانما أراد قول الله عز وجل :

فلولا نَفَر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وليذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون )

فأمرهم أنْ ينفروا الى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا اليه فيتعلموا ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم ،

 انما اراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله ،

انما الدين واحد ،

انما الدين واحد "

راجع علل الشرائع / ج1 / ص85

أرأيتَ كيف استُغِلَ الحديث النبوي الشريف لتبرير ما تزخر به الساحات من اختلافات ؟

ولا أدري كيف يعقل ان يكون الاختلاف - وهو أسوأ ما يمكن ان يصار اليه - سببا للرحمة والفلاح؟

Husseinalsadr2011@yahoo.com