نحو فهم صحيح لمعاني القرآن الكريم

حسين الصدر

-1-

لا نذيع سرا اذا قلنا :

انّ الائمة الهداة من اهل البيت ( عليهم السلام) هم أهل الدراية والاحاطة بكل دقائق التشريع الالهي ، وهم العارفون بمعاني القرآن الكريم وأسراره لأنهم الامتداد الطبيعي للنبوة الخاتمة حيث لم يترك النبي (ص) الأمة دون ان يكون لها من ينير لها الدرب لتستضيء بنور علمه وهديه يوضح لها ما التبس عليها من المعضلات ؟ ويخرجها من الدهاليز المظلمة الى مسارب النور .

-2-

ومن الآيات القرانية المباركة التي لم يُدرك الكثير من المسلمين معناها الحقيقي قوله تعالى :

« قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء «

26 / آل عمران

فالجبابرة من حُكّام المسلمين اعتبروا تسلطهم على رقاب الناس مُلْكاً آتاهم الله به ، وهم يستندون الى هذه الآية للتدليل على شرعية حكمهم..!!

كما أنّ علماء السوء والمتملقين للطغاة والظلمة اعتبروا الآية غطاءً شرعياً لأسيادهم المنحرفين .

وبقي آخرون في حيرة من أمرهم يتساءلون :

هل آتى الله الامويين - وهم من أبرز الحكام الظالمين – المُلَك وأوصلهم الى السلطة ؟

وكيف يكون الله – وهو الحكيم العادل – يؤتي السلطة لرموز الظلم والفساد ولحكم البلاد والعباد ؟

ويتضح الجواب الوافي من خلال ما نقله لنا التاريخ عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) حيث سأله ( داود بن فرقد ) عن هذه الاية وقال للامام (ع):

{ أفآتى اللهُ المُلكَ بني امية } ؟

فأجابه الامام الصادق (ع) قائلا :

« ليس حيث يذهب الناس إليه، انّ الله تعالى آتانا الملك وأَخَذَه بنو أمية «

وهذا يعني أنَّ بني امية واضرابهم من الحكام الجائرين اغتصبوا الحكم من اهله، ثم ان الامام الصادق ( عليه السلام ) ضرب للسائل ( داود بن فرقد ) مثالاً لتوضيح الأمر فقال :

« بمنزلة الرجل يكون له الثوب ويأخذه الاخر فليس هو الذي أخذه «

نعم اغتصاب السلطة لا يختلف عن عمليات الاغتصاب المعروفة عند الناس

وهكذا جاء الرد حاسما بليغاً طارداً ما طرح من تفسيرات شوهاء ومحاولات بائسة لطمس الحقائق .

-4-

نعم

ان اهل البيت (ع) هم القرآن الناطق .

وجميل قول الشاعر فيهم (ع)

ساوَوْا كتابَ الله الاّ أَنَّهُ

هو صامِتٌ وهُمُ الكتابُ الناطقُ

مَنْ جاءَ بالقولِ البليغِ فناقِلٌ

عَنْهُم والاّ فهو منهم سارقُ

Husseinalsadr2011@yahoo.com