عبد الكريم قاسم وفلسطين.. العرب وغزة ما أشبه اليوم بالأمس
عبد الرضا محسن الملا
ما يميز ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم عن مثيلاتها والانظمة العربية الاخرى مد يد العون للاشقاء العرب ايام محنتهم ونذكر على سبيل المثال تزويد المغرب الشقيق معدات عسكرية وبضمنها طائرات حال استقلالها من الاستعمار الفرنسي لبناء ركيزتها الاساسية الجيش , وتقديم الاسلحة لجبهة تحرير الجزائر بلد المليون شهيد في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي البغيض وما ارتكبه من مجازر بحق الشعب الجزائري الباسل وكان لهذه المساعدات تاثيراتها الايجابية لاحقاً والاهم من ما ذكرناه هو تأسيس نواة جيش التحرير الفلسطيني ومقولة الزعيم قاسم (الحمل لايحمله الا اهله).
ابناء الارض
وهذه المقولة تعني اول ماتعني ان ابناء الارض المغتصبة هم من يحرروها ولكي لايعطى العذر امام الدول التي تساند وتدعم اسرائيل وتهاجم الدول العربية , وكيف رأينا ارتفاع اصوات من هنا وهناك متهمة الزعيم قاسم بالشعوبية والادعاء بان القضية الفلسطينية هي قضية العرب الكبرى وتحريرها على هذا الاساس, بيد ان الذي حصل في نكسة الخامس من حزيران 1967 اثبت عكس هذا الادعاء واصبحت الدعوات تحمل الفلسطينيين تحرير ارضهم وهذا وغيره ما وجدناه حتى في خطاب الرئيس جمال عبدالناصر بعد النكسة دعا فيه ان يكون الفلسطينيون في المقدمة وياللعجب فما عدا مما بدا وهل ان الزعيم قاسم جعل منهم في المؤخرة! واليوم نتسائل اين موقف العالمين العربي والاسلامي من كارثة غزة وهم يشاهدون ومن خلال شاشات التلفاز الالة الحربية العسكرية الاسرائيلية تحصد ارواح المئات من ابنائها وتهديم المنازل على رؤوس ساكنيها وتخريب البنى التحتية بل وانهم لم يستثمروا حتى العلاقات المتميزة لبعضهم مع الدول الغربية.والذي نقوله وليس من باب التشاؤم حتى ولو حدث حادث ما لثوار فلسطين لاسامح الله والحرب كما نعلم سجال وهم يقاتلون العدو بالرشاشات في مواجهة الطائرات والمدفعية وانواع الاسلحة المدمرة فان ذلك لا يعد نصراً للعدو ولمن يسانده ولادعياء الشعارات الزائفة فهم والحال هذه كما قال ونستون تشرشل (ليس شجاعاً ذلك الكلب الذي ينبح على جثة الاسد) ولنا الامل والعزيمة ولكل الاحرار في قول الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام (لاتفرح بسقوط غيرك فانك لاتدري ما تضمر لك الايام), ومصداقاً لقوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ).. والامور بخواتيمها .