نحو زراعة ذكية مناخياً

محمد بهجت ثامر

تعد المياه من أهم المصادر الطبيعية التي تلعب دورا أساسيا في حياة الكائنات الحية كما انها تعتبر اليوم من اهم القضايا المرتبطة بصوره كبيره بالتنمية الاقتصادية ، اذ تعد حماية المياه من التلوث والاستنزاف  من اكبر التحديات التي تواجه دول العالم ، يتضح من خلال المعطيات والمعلومات الاحصائية ان النشاط الزراعي هو المستهلك الأكبر للمياه في العراق  بالمقارنة مع الأنشطة الأخرى وكانت الغاية هي زيادة المساحة المروية لتامين الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغذاء لكن للأسف فشلت تلك الغاية اذ تسببت بتدهور جودة المياه كماً ونوعاً اذ  لابد من حلول آنية وطويلة الأمد من أجل تحسين الاستخدام الأمثل للمياه في الزراعة ومنها اتباع الزراعة الذكية مناخيًّا والتي تعد تطورًا لمفاهيم “الزراعة المستدامة” كوسيلة للحد من آثار التغيرات المناخية ، حيث يعد العراق واحد من خمسة دول الأكثر تضرراً بالتغيرات المناخية حسب تقارير الأمم المتحدة  لذلك لابد من صانعو السياسات الزراعية  والجهات الفاعلة الأخرى كمؤسسات المجتمع المدني دعم الزراعة الذكية مناخياً والتأكيد على اهمية المياه في تعزيز الامن الغذائي وضرورة اعتماد اساليب الري المبتكرة في الزراعة (الري بالتنقيط) بدل طريقة (الري بالغمر) مع انشاء خارطة زراعية للعراق تبين المحاصيل الزراعية المناسبة تبعا لوفره المياه واستبعاد المحاصيل ذات المقنن المائي الكبير في الوقت الحاضر وضرورة توسيع شبكات الري مع عمل ندوات تثقيفية للفلاحين  للتوعية بمخاطر هدر المياه وضرورة الترشيد.