الزمن الجميل والفهم الخاطيء
سعد جهاد عجاج
في محاولة لاستنهاض ههم الطلبة وحثهم على مواصلة العطاء وعدم الركون والاستسلام لمشاعر الياس وعدم ترديد عبارات القنوط في ان الحال لن يتغير وانه من سيء لأسوء. كنت اتحدث اثناء احدى المحاضرات التي حاولت اضفاء طابع التشجيع وبث النشاط في نفوس ابناءنا الطلبة. كان من ضمن ما تحدثت لهم اننا كنا نعاني اشد مما يعانون لكن ذلك لم يحبط عزيمتنا، فقد شهدنا عدة حروب وتذوقنا مرارة القصف والتهجير والحصار في ايام الزمن الجميل. فبادرني احد الطلبة بسؤال غير متوقع وهو يقول: كيف تسمونه الزمن الجميل وانتم عانيتم كل تلك المعاناة والحروب والجوع والحرمان؟ وجدتها فرصة لتصحيح مفهوم الزمن الجميل او ايام الخير لانني احسست لوهلة ان البعض يعتقد ان تلك العبارة سياسية بحتة فأجبته: ان القضية لا تنحصر بالخوف والامان او الجوع والشبع او المأوى والمسكن او بسياسة دولة وانما القضية متعلقة بالانسان نفسه. كانت الطيبة والاخلاق والانسانية والثقة لدرجة ان الجار يامن اهله عند جاره والصديق يامن صديقه والنخوة والفزعة وخصال الخير كلها تجدها آنذاك والنفوس البريئة والنيات الطيبة تجعلك تتعامل مع كل الناس دون خوف ولا تفرقة ولما جاء الاحتلال اختفت كل تلك الشمائل واصبح الانسان يخشى ظله، هذا الفرق يا اولادي!