ويرنُ صوت السجّاد في سمع الزمن

← بواسطة azzaman

حسين الصدر

-1-

من أبشع ممارسات الطاغية ( يزيد ) بن معاوية تحريك باعة الدين والضمائر للهجوم على أهل بيت النبوة (ع) والانتقاص من مكانتهم الرفيعة .

لقد أمر ( يزيد ) اللعين أحد فرسان النفاق انّ يرقى المنبر ويذم الحسين (ع) وأباه (ع) تزامنا مع دخول السبايا ، فقام هذا الوغد وبالغ في ذم امير المؤمنين (ع) والحسين الشهيد (ع) وأطنب في مدح معاوية ويزيد.

وهنا انتفض الامام السجاد (ع) وصاح به قائلا :

" ويلك ايها الخاطب ،

اشتريتَ مرضاةَ المخلوق بسخط الخالق فتبوأْ مقعدَك مِنَ النار .

وتوجه الامام ليرقى المنبر فأبى ( يزيد )

فقال الناس :

ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا ،

فقال :

انه ان صعد لم ينزل الاّ بفضيحتي وفضيحةِ آل ابي سفيان

فقيل له :

وما قدر ما يُحسن هذا ؟

فقال :

انّه مِنْ أهلِ بيتٍ زُقوا العلم زَقّاً ،

فلم يزالوا به حتى أذِنَ له ، فصعد المنبر :

فحمد الله وأثنى عليه ،

ثم خطب خطبة أبكى فيها العيون ، وأوجل منها القلوب ،

ثم قال :

ايها الناس :

أُعْطِينا ستاً وفُضلنا بسبع :

أعطينا :

العلمَ

والحلمَ

والسماحةَ

والفصاحةَ

والشجاعةَ

والمحبةَ في قلوب المؤمنين ...

وفُضِلنا بانَّ منا النبيّ المختار محمد (ص)

ومنا الصدّيق ،

ومنا الطيّار ،

ومنا أسدُ الله وأسدُ رسولهِ

ومنا سيدةُ نساء العالمين

ومنا سبطا هذه الأمة .

مَنْ عرفني فقد عرفني ومَنْ لم يعرفني أنبأتهُ بحسبي ونسبي ولم يزل يقول :

أنا

حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أنْ تكون فتنة فَأَمَرَ المؤذن فقطع عليه الكلام .

فلما قال المؤذن :

أشهد أن لا اله الا الله

قال علي بن الحسين (ع) :

شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي،

فلما قال المؤذن ..

أشهد أن محمداً رسول الله :

إلتَفتَ (ع) من فوق المنبر الى يزيد فقال :

محمدٌ هذا جدي أم جَدُك يا يزيد ؟

فانّ زعمتَ انه جَدُك فقد كذبتَ وكفرت ،

وانْ زعمت أنه جدي فلم قتلتَ عترتَه ؟

وبهذا فقد أشعل الامام السجاد (ع) نيران الغضب والسخط على ( يزيد بن معاوية ) لِما اجترحه من فظائع بحق العترة الطاهرة، وعرّف أهل الشام بحقائق الامور بعد أنْ فتكت فيهم أضاليل الاعلام الاموي، وتناقل الناس أنباءَ موقفه وخطابه اللاهب، وكان لكلماته وقعُها الكبير في الإثارة والتحريض ضد الكيان الاموي الغاشم .