الفساد الإقتصادي آثاره على التنمية

الكهرباء أسرار من الصندوق الأسود .. كتاب جديد

عمان -  رند الهاشمي

بغداد - حنين الخاقاني

صدر عن دار آمنة في عمان الاردن هذا الاسبوع كتاب جديد ومهم بعنوان (الكهرباء .اسرار الصندوق الاسود) للمهندس الاستشاري سحبان فيصل محجوب،ويكمن جزء من اهمية هذا الكتاب،انه يمثل خلاصة تجربة طويلة وعميقة للمؤلف في قطاع الكهرباء على مدى 35 عاما متواصلة منذ ان عمل المهندس سحبان محجوب مهندسا في الكهرباء،بعد تخرجه من كلية الهندسة جامعة السليمانية متدرجا في المناصب والمهام وصولا الى تعيينه مديرا لهيئة الكهرباء بدرجة وزير عام 2001 قبل الاحتلال البغيض لبلدنا،ويتضمن الكتاب سلسلة من الافكار العميقة والتحليلات النوعية البناءة التي شخصت بشكل علمي احترافي واقع مآسي قطاع الكهرباء في العراق بعد احتلاله وانعكاس ذلك على معاناة الشعب العراقي المكلوم بأحتلال وتدمير بلده ،وصولا الى رسم خارطة طريق لابتكار حلول جذرية لانتشال هذا القطاع الخطير والمهم ليس لحياة المواطن العراقي حسب بل واستنهاض قطاعاته الاخرى الصناعية والزراعية والخدمية، واعادة الحياة لها من جديد بعد ان اصبحث جثث هامدة بفعل الاحتلال ومن جاؤا معه.

جاء الكتاب 255 صفحة تضمنت تقديم وتمهيد واضاءات ،وخمسة اجزاء ،شمل الجزء الاول رؤى وتجارب بينما خصص الجزء الثاني عن الكهرباء والخفايا غير المعلنة ،اما الجزء الثالث فقد تناول فيه المؤلف سلة من الذكريات وجاء الفصل الرابع عن المنظومة الوطنية للكهرباء والتحديات التي تواجهها،اما الجزء الخامس فقد كرسه المؤلف لاسرار الصندوق الاسود للكهرباء وانهى بالخاتمة التي تناول فيها تلخيص لما ورد بهذا الكتاب والمبررات التي دفعت المهندس سحبان فيصل لتأليفه واهمية الموضوعات التي تناولها فيه.

الكتاب مهم ويمثل فرصة لاطلاع المعنيين لاسيما لمن عاصروا الاحداث بعد الاحتلال،أوالجيل الجديد ،لما تضمنه من مراجعة وتقييم وتشخيص والاهم من ذلك استنباط الدروس والعبر واقتراح المسارات بما يخدم قطاع الكهرباء بأعتبارها واحدة من اكبر معاناة لشعبنا ، الكتاب حقيقة اضافة نوعية للمكتبة العراقية والعربية والعالمية.

ورغم أهمية الأسباب غير الاقتصادية للفساد الا ان الأسباب الاقتصادية لها أهمية أكبر والتي اخذت نصيبا ادنى من البحث والتحليل ..." الفساد الاقتصادي " يوضح لنا الفساد من زوايا اقتصادية و آثاره على الاقتصاد والمجتمع ، ويبرز المضامين الاقتصادية والاجتماعية والقانونية للفساد . كما صدر حديثا عن الدار العربية للعلوم في بغداد كتاب بعنوان " الفساد الاقتصادي وآثاره على التنمية الاقتصادية " للخبير الاقتصادي الدكتور حسين جابر الخاقاني ، يحتوي الكتاب على316 صفحة بقياس 17 * 24 سم ، يضم أربعة فصول تتحدث عن المواضيع الاقتصادية العديدة التي اثبت فيها ان الفساد كامن في الإجراءات الاقتصادية والقانونية والسلوك الاجتماعي."  التهرب الضريبي " احد ظواهر الفساد أساسها نابع من تزايد الضرائب مع شحة الخدمات المقدمة للمواطنين وأصحاب الاعمال .كما ان "تبيض الأموال وانتشار ظاهرة الرشوة " ماهي الا نتاج التقصير في محاسبة المعنيين مع عدم كفاية الرواتب لتغطية تكاليف المعيشة المتصاعدة يرافقها ضعف تنفيذ القوانين واسناد المناصب لغير ذوي الكفاءة والخبرة مع وجود التأثيرات السياسية التي جعلت من المناصب الوظيفية تتقاسمها الجهات المنافسة على السلطة وغياب الرقابة وغيرها . " الهدر في الموارد الاقتصادية " تعد الموارد المالية والمبالغ المهدورة هي جزء من الهدر في المال العام ، حيث لو اعيد توظيفها ستخلق فرص عمل جديدة وفقا لنظرية المضاعف .

وان الهدر الم تحقق عن طريق الغش الصناعي والتجاري يعتبران هدرا كبيرا للميزانيات الفردية للناس فضلا عن هدر المال العام . يعتبر التهرب الجمركي أيضا مصدرا إضاف يا لهدر المال العام . السلطة التقديرية ، التي يتمتع بها بعض الموظفين والمستويات الوظيفية والتي تمنحهم الحق في القيام باعطاء القرار او التوصية المبنية على التقدير الشخصي الجزافي كما يحصل في تقرير الضريبة والجمرك وغيرهما ، حيث تسبب هذه السلطة الكثيرمن هدر المال العام ، وأيضا في نمو الرشوة والتنافس على تلك المناصب ." الاقتصاد الخفي او اقتصاد الظل " انه الاقتصاد غير الخاضع للقانون الذي يشكل احد اهم عوائق التنمية في البلدان النامية مما ينجم عنه من آثار سيئة على الاقتصاد ، وعامل مهم من عوامل الفساد . خلص الكتاب الى المعالجات التي قامت بها الدول على المستويات المحلية والم نظمات الدولية على التخفيف عن الفساد ومعالجة أسبابه ، من اهم تلك المنظمات هي منظمة الشفافية الدولية التي تقدم تقريرا سنويا عن وضع الفساد في دول العالم وتصنيف الدول وفقا لدرجة النزاهة بين 100 – 0  درجة . غالبا مانجد دول عديدة في الشرق الأوسط ومنها العراق في مراتب متأخرة من معيار الشفافية الدولية .