الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حكومة مسرور البارزاني بين التحديات والواقع

بواسطة azzaman

حكومة مسرور البارزاني بين التحديات والواقع

احمد عياش السامرائي

 

واجهت حكومة السيد مسرور البارزانى - التي تشكلت في 10/7/2019 وتنتهي مهامها في 10/7/2023- تحديات كبيرة جدًا، لم تواجهها أي حكومة من حكومات كردستان السابقة، فبغض النظر عن جائحة كرونا التي كانت تحدياً كبيراً عانى منه العالم أجمع خصوصًا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، فقد واجهت حكومة السيد مسرور تحديات غير قليلة وصعبه ومن أهمها:

1 - ان الحكومة ورثت إرثًا كبيرًا وثقيلًا خلفته الحكومات السابقة ، فالديون وصلت الى الى 32 مليار دولار ، صحيح كان اغلبها ديون  داخلية للمستثمرين والمقاولين وحتى المواطنين، ولكنها ارث ثقيل إذا ما علمنا ان الوضع النقدي يمر بحالة عسر شديدة. ومما زاد الامر تعقداً هو إعتماد الحكومات السابقة إجراءً غريباًخاصة في تدبيره ، وغرابته بجانب التدبير يقترب لمن يسعى لضررٍ اصعب لدفع ضرراً بسيط . وهذا الاجراء الغريب وغير المدروس والخالي من التدبر اللازم هو ادخار غريب لرواتب الموظفين ، يقضي بدفع جزء من الراتب الموظفين دون وضع تدبير علمي واقعي لحين وقت استحقاق التسديد ، وزاد في الطين بله ،هو استمرار هذا الاجراء الغريب غير المدروس، لاربع سنوات متتالية،

2 - كما ورثت الحكومة مشاكل مستعصية متنامية بخوص موضوع النفط في الإقليم، وهي مشكلة تتعاظم في خضم مشاكل لا حصر لها مع بغداد ، مشاكل تستعصي من الوقت حتى بات بعضها يدفع بغداد لتقديم  شكاوى في المحاكم الدولية ضد الإقليم.

حزبان رئيسان

3- ولم تكن المشاكل بين الحزبين الرئيسيين،عبءً على الحزبين بدالة التنظيم والبعد الجماهيري، فحسب، بل كانت عبءً على حكومة السيد مسرور أيضًا . فقد أوصلت الإقليم الى حالة الإدارتين وليس الادارة الواحدة ، وهذا كان عقبة كبرى على الجانب التنفيذي وهو المهمة الاساسية للحكومة. كما أضعفت فاعلية الحكومة في التفاهمات مع بغداد إذ كانت المشاكل الحزبية سبباً رئيساً دفع بعددٍ من أحزاب معارضة في كردستان للاتفاق ، بعيدًا عن حكومة السيد مسرور البارزاني  هذا ما كان بعضها ضدها، فكانوا واحد من ادوات الضغط والتقييد استخدمتها المحكمة الاتحادية ضد الاقليم.

 

ولم يقف تداعيات هذا السلوك من بعض الأحزاب الكردستانية بل كان واحداً الدوافع التي جعلت بغداد تطمئن من عدم ردة فعل لقرارها بقطع الموازنة كاملة عن الإقليم.

4 - فساد مستشري في كافة مرافق الحكومة، كان سبباً رئيساً بتلكؤ  دوائر الادارت، وصعب على الحكومة المتابعة .

وإذا ماينظر المتابع، إلى ما ورثته حكومة السيد مسرور البارزاني في ظل الوضع غير الطبيعي الذي مر به العراق مع بداية التكليف، فقد ينتاب المتابع حالة من اليأس. ولكن الواقع دلل على غير ذلك، دل على احتواء عقلاني للوضع المربك، وتعاطي مدروس مع الأحداث والمستجدات ،

لولا شخصة مسرور البارزاني القوية، وكابينة وزارته المتعاضدة معه والمساندة له لكان من المتوقع  ان نرى إنهياراً للحكومة.

ولأن القاعدة التي تقول " القطعة بآمرها " يمكن تطبيقها هنا ، فنقول -ومن وحي الواقع - إي شخصية سياسية كردية أخرى كان من المستحيل الوقوف على قدميه والاستمرار وديمومة عمل الحكومة، في ظل الوضع الذي وصفناه. إلا إن مسرور البارزاني تمكن من الوقوف بوجه كل هذه التحديات، وعمل على الكثير من الأصعدة . فقد إجتهد وقاد كابينته نحو :-

1 - تقليل ديون الاقليم من  32 مليار دولار الى  28 مليار دولار، من خلال سد طرق الفساد، وزيادة الواردات الداخلية رغم قطع الموازنة من بغداد.

2 - تمكن من دفع رواتب الموظف?ن لجم?ع أشهر السنة ، رغم ان بغداد لم تصرف موازنة الإقليم واكتفت بارسال بعض المعونات التي كانت بدورها تواجه عقبات. وهذا الإجراء بل الإنجاز الذي خفف معاناة الناس لم تتمكن الحكومة السابقة منه . بل قطعت الرواتب دون تدبر .

3 - تمكن من تحويل الإقليم من الإعتماد الكلي على النفط كما كان سابقا الى تعدد الوارد المحلي ودعم قطاعات الزراعة. ولأول مرة يصدر الى الخارج الانتاج الزراعي لكردستان العراق.

4- تمكن من حل المشاكل مع بغداد في موضوع النفط والوصول الى إتفاق قبل ان تصدر المحاكم الدولية بعدم قانوينة نفط كردستان وقبل ان توقف تركيا تصدير نفط الإقليم . ولولا هذا الاتفاق لواجه الإقليم انهياراً تاماً. ليس هذا فحسب ، بل كان حسن التدبر واضحا من حكومة السيد مسرور البارزاني ، اذ الاتفاق مع بغداد سبق قرارات المحكمة الفرنسية بلا قانوينة تصدير نفط الإقليم.

5 - تنفيذ عدد المشاريع المتنوعة خلال سنوات الحكومة الأربع، وصلت الى 3425 مشروعاً. بتكلفةٍ قاربت 13 ترليون دينار عراقي. وهو عدد وتكلفة تفوق التصور، في ضوء التحديات والمشاكل التي اشرنا اليها آنفاً.

6- وضع الإقليم على بداية طريق الإعتماد على الإنتاج المحلي وتشجيع الناس على العمل والإعتماد على مبادراتهم ونشاطاتهم الخاصة ، وليس على التوظيف في الحكومة فقط. وهذه هو واحدة من أخطاء سياسة الحكومات السابقة ، التي جعلت المواطن يعتمد على التعيين والتوظيف لدى الحكومة الامر الذي ضخم الميزانية التشغيلية على حساب التنمية.  التحديات التي وردنا بعضها في هذا المقال ، والظرف الصعب الذي زامن مدة حكومة السيد مسرور البارزاني. ذللها جهد متميز اثبت ذاته بواقعٍ يلمسهُ كل متابع منصف . وهذا الجهد الذي سيزيده اصحابه ، قد تحقق عبر همة هي اشبه بخلية النحل  إذ عقد رئيس الوزراء مسرور البارزاني إجتماعات مكثفة عديدة مع مجلس الوزراء . فقد كان عدد الاجتماعات التي صدرت منها قرارات مهمة وصلت الى 218 إجتماع في هذه الاربع سنوات وهو عدد يكاد يتجاوز مجموع عدد إجتماعات مجالس  الوزرات السابقة .وهذا يدل بصورة واضحة عن تجنيد السيد البارزاني  لنفسة لخدمة الإقليم والشعب .


مشاهدات 584
أضيف 2023/07/15 - 5:07 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 12:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 92 الكلي 9362164
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير