سياسيونا وصيام رمضان

سامي الزبيدي

السياسي إنسان قبل كل شيء والإنسان قد يكون صالح أو قد يكون طالح والسياسي الصالح  هو الصادق مع نفسه ومع شعبه والذي يعمل لخدمت شعبه ووطنه ويحمل هموم الشعب ويسعى لتحقيق متطلبات أبناء وطنه وتقديم أفضل الخدمات لهم ويدافع عن حقوقهم  ويعمل على إسعادهم وتحقيق رفاهيتهم وهو يعمل بضمير حي لم تلوثه المناصب والمنافع ومغريات السلطة والنفوذ فبالتأكيد مثل هذا السياسي يخاف الله ويحترم التكاليف الدينية ويعمل على تحقيقها ويتجنب ما حرمه الدين والشرع والقانون ويسعى لكسب رضا الناس وقبل ذلك رضا الله تعالى عليه ومثل هذا السياسي عندما يصوم شهر رمضان فبالتأكيد صيامه مقبول ان شاء الله أما السياسي الطالح  الذي مات ضميره بسبب السلطة والنفوذ والمال الحرام ومارس الفاسد والسرقة والرشوة والذي يعمل من اجل مصلحته الشخصية ومصالح حزبه ويقدم مصالح دول أجنبية على مصالح شعبه ووطنه وقد يقتل ويغتال أبناء شعبه من اجل السلطة والمنصب ويكذب ويزور ويغش ويخدع لكي يحافظ على منصبه ومركزه ومع ذلك فهو يصوم رمضان ويؤدي بعض واجباته الدينية والله اعلم هل تقبل أعماله ومنها صيامه ؟ وتدور في أذهان الناس العديد من الأسئلة في شهر رمضان الكريم عندما يشاهدون السياسيين الذين دمروا البلاد والعباد وهم يصومون الشهر الفضيل منها:

هل يصح صوم السياسي القاتل ؟

وهل يصح صيام السياسي السارق أموال الدولة والشعب ؟

وهل يصح صيام السياسي الكاذب والمرائي والمخادع ؟

وهل يصح صيام السياسي المزور والغشاش ؟

وهل يصح صيام السياسي العميل الذي يعمل من اجل مصالح دولة أجنبية على حساب مصالح شعبه ووطنه ؟

وهل يصح صيام السياسي الخائن الذي يخون شعبه ووطنه ويحنث بالقسم الذي تعهد فيه خدمة وطنه وشعبه وحماية الوطن من كل تهديد وعدوان ؟

وهل يصح صيام السياسي الفاسد ؟

وهل يقبل صيام السياسي الذي يأمر بالتعذيب في السجون والمعتقلات لانتزاع إفادات من المعذَبين لتسقيط خصومه السياسيين أو تهديدهم  ومن يعتمد على اتهامات كيدية لمخبرين سريين يعملون لمصلحته ومصلحة حزبه ؟

وهل يقبل صيام السياسي الذي يهرب نفط العراق وثرواته من خلال مافيات تابعه له ولحزبه ؟

وهل يقبل صيام من يهرب أموال العراق وعملته الصعبة من خلال غسيل الأموال وبنوك تابعة له لإلحاق الضرر باقتصاد البلد والاستحواذ على مليارات الدولارات من أموال الشعب ؟

وهل يقبل صيام من يسرق قوت الشعب وأموال البطاقة التموينية ويتقاسم أموالها مع حزبه ويحرم الملايين من جياع الشعب العراقي منها وهل... وهل ...

ان اغلب من يسمون أنفسهم سياسيين اليوم  وهم سياسيو الصدفة والزمن الأغبر قد مارسوا واحدة أو أكثر من الممارسات  أعلاه ومنهم من مارس العديد منها في ان واحد فهل يقبل صيامه حتى لو صام الدهر كله وهل تقبل باقي عباداته ؟ وهل يتقبل الله منه ليفتدي نفسه بكل أمواله وثرواته التي جاءت من السحت الحرام والسرقة يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا حزب ولا ميليشيا ولا سلطة ولا نفوذ ولا قوة ؟ إننا نذكر السياسيين بأفعالهم لعل الذكرى تنفعهم ولعل البعض يتعظ ويعود الى رشده أم هم من الذين لا يتعضون (أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها ) والذين ينطبق عليهم قوله تعالى (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ) .