رمضان كريم فكونوا مثله

 سعاد محمد هاشم

افضل الشهور واكرمها عتد الله شهر العطاء والبذل والسخاء فلنكن مثله كرماء معطائين انقياء واتقياء. لنقدم ما يليق به ولنسعى لنكون فيه من الأوابين المتطهرين. فلنعد لبعضنا الذي تنازعنا معهم  ولننسى كل الأمور التي تخاصمنا من اجلها فهي عودة حقيقية لانفسنا. لنبحث عن من هو بحاجة لنا عن من هو فاقد او مفتقد لأدنى اسباب الحياة لانترك فرصة للزمن ليأخذنا بعيدا عن ألأهل والاحباب والاصدقاء.  ولنخضع كل شئ لميزان ولنزن الاشياء والتصرفات قبل القيام بها وحتى الكلام قبل البدء فيه. ولنبتعد عن الضغائن والاحقاد. لنمنح ولا نمنع ولنعطي من اجل العطاء لا نعطي من اجل الاخذ .

شهر رمضان ليس فقط للصلاة والقيام فهذه الأعمال العبادية موجودة في سائر الاشهر والايام ولكن ما يميز رمضان هو التصالح مع الذات ومع الآخر والقيام بكل ما من شانه يقربنا لله ونبذ ما زرعه فينا الشيطان من قطيعة وبعد عن الله وما امر به.  فلنعد لروح الأسلام ولا نبقى في أطاره الذي صغنا منه نطاق اضيق مما امر به الله عز وجل.

الاسلام دين المحبة والوئام دين التسامح والسلام. لنتقبل الآخر كما هو لا كما نريد. لنضع جانبا نظرية ما يجب عليه ان يكون لنا ونكون نحن بابهى صورة ممكن ان نكون بها وعليها. اما محاولة التغيير فتكون عبر ادوات لا تثير الاشمئزاز في الشخص المقابل بل نسعى لذلك دون ان نشعره بمحاولتنا من خلال كوننا اناس يحتذى بهم وتقديم صورة جميلة وبالتالي نكون مثال لا نلجا لكل فرصة للتنكيل وللتقليل مما نراه وممن هم معنا. شهر رمضان يزورنا مرة واحدة في السنة وهذه فرصة للتغيير بعض صفاتنا وعودتنا لذواتنا ثلاثون يوما تكفي لاحداث ما عجزنا عنه في تلك السنة.ثلاثون يوما ممكن ان نسترد فيها ذاكرتنا التي فقدناها وما زلنا نفتقدها طيلة ايام السنة. ثلاثون يوما ممكن ان نعود بها لعادات الفناها وتعود هي بنا. وأخيرا لا تنسوا رمضان كريم فكونوا مثله كرماء جودوا بما اتاكم الله من فضله فانتم خلفاء الله عزوجل في الارض لا تشحوا بوجوهكم ولا تبخلوا بما تملكون لننقي نفوسنا وننتقي الفاظنا ولنتقي خالقنا فربما عودتنا تلك هي الأخيرة ولا عودة بعد عودة والامر لله وحده ونحن جميعا له راجعون.