الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفن والتقارب بين الشعوب ومسلسل يسيئ للعراقيات

بواسطة azzaman

الفن والتقارب بين الشعوب ومسلسل يسيئ للعراقيات

قتيبة آل غصيبة

لا شك ان الفن يعتبر ركيزة اساسية للتعبير عن الإبداع والجمال والتراث الثقافي للشعوب؛ فمن خلال الفعاليات الفنية وبأشكالها المختلفة؛ ومن ابرزها في عصرنا هذا الاعمال الدرامية؛ والتي  يمكن ان تمثل وسيلة للتقارب والتفاهم للشعوب المختلفة بطريقة فريدة ومميزة؛ ويمكن للفن عموما للاعمال الدرامية التي تعرض على شاشات التلفاز خصوصا؛ ان تلعب دورا في تعزيز الانفتاح والتسامح بين الشعوب ، لا ان تكون وسيلة للتهكم من الشعوب والاستخفاف بهم؛ وإظهار الطرف الاخر بصورة مشوهة لا تمت للحقيقة بصلة وتثير حفيظتة وغضبه.

في الايام الماضية عرض مسلسل كويتي والذي أثار في أول حلقة له حفيظة الكثير من العراقيين واستيائهم لما اعتبروه عملا مقصودا يمس كرامة العراقيين بسوء ويخدش كرامتهم  من خلال الانتقاص من إمرأة عراقية تسعى للحصول على شهادة الطب في لندن ، فالمرأة العراقية  لاتزال متميزة بعطائها العلمي والحضاري وفي كافة الاختصاصات ، وكان الاجدر بكاتبة المسلسل والجهات المشرفة على إنتاجه؛ قبل كل شيء ان يقفوا مثلا عند النماذج والشخصيات العراقية  العلمية العاملة في لندن؛ ومنهم المهندسة المعمارية العالمية خالدة الذكر زها حديد؛ و الطبيبة العراقية التي صارت رئيسة قسم جراحة القلب في مستشفى هارو في لندن؛ والدكتورة العراقية عميدة كلية الطب في لندن؛ والطبيبة العراقية بدرجة بروفيسور في كلية الطب جامعة ساوث هامبتون لدورها المتميز في تطوير المستوى الصحي في بريطانيا التي حظت بتكريم ملكة بريطانيا إليزابيث؛ وكذلك الدكتورة الرائدة في علم الإجتماع و المشرفة على المنظمات الإجتماعية في مدينة كامبريج البريطانية؛ والتي حظت ايضا بتكريم الملكة اليزابيث قبل وفاتها؛ والقائمة تطول فأعداد الاطباء والطبيبات من العراقيين الذين يعملون في بريطانيا وحدها يفوق أضعاف عدد الاطباء والطبيبات الذين أنجبتهم الكويت منذ نشأتها؛ فمالكم كيف تحكمون؛  وليس غريبا على العراقيين الذين يمتد تاريخهم وإرثهم الحضاري لألاف السنين؛ ان يُعين اثنان من ابنائهم وزراء في الحكومات البريطانية؛ احدهما وزيرا للصحة؛ والثاني وزيرا للمالية.

  درجات علمية

ويبدو ان الجهات التي ساهمت في انتاج هذا المسلسل المسيء للشعب العراقي؛ لا تزال تعاني من عقدة الحقد والكراهية والنقص؛ وهالهم ما يحوزه العراقيات والعراقيين من درجات علمية رفيعة وبكل الاختصاصات في بلدهم وفي الكثير من دول العالم.

وبناءا على ذلك ينبغي على الجهات الاعلامية ذات الشأن في العراق ان تطالب القناة والجهات المسؤولة بإيقاف عرض هذا المسلسل؛ نظرا لما فيه من إساءة وتهكم على الشعب العراقي الأبي؛  وان تقوم نقابة الفنانين العراقيين والجهات المسؤولة بمحاسبة الممثلين العراقيين الذين ساهموا في هذا المسلسل الذي فيه إساءة واضحة لوطنهم الذي يفترض ان يكونوا منتمين إليه؛ وإتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم .

وختاما اقول لأشقائنا في الكويت؛ عليكم تتناسوا غزو العراق لبلدكم في عام 1991   فقد دفع العراق ثمنه اضعاف ما خسرتم؛ وأذكركم إن نفعت الذكرى  بألمانيا التي غزت فرنسا ثلاث مرات واحتلتها مرتين؛ وهما الان دولتان مشاركتان في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وتربطهما علاقات وطيدة؛ وعليكم ان لا تستخفوا بالعراق فهو كطائر العنقاء يظهر من تحت الرماد ..

 وصدق القائل: فلرُب مغلوب هوى ثم ارتقى...

واذكركم بقول الله تعالى:( وتلك الايام ندوالها بين الناس)...والله المستعان.

 


مشاهدات 541
أضيف 2023/03/26 - 4:05 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 9:35 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 18 الشهر 18 الكلي 9362090
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير