باسم جيفارا ولقاء المصادفة
عكاب سالم الطاهر
قبل ظهر، الاربعاء ، كنت اغادر دائرة التقاعد العامة بمشاعر تراوحت بين الامل والاحباط. هنا اطبقت عليَّ يد بقوة. وحين التفت الى الخلف ، كان امامي الصديق باسم جيفارا. او ، كما هو مثبت في صفحته : باسم محمد طه العبيدي. الصديق باسم شخصية جاذبة. مبتسم على الدوام . وربما هو هازل ، الى الحد الذي لا تجد حدا فاصلا بين جده وهزله. لعله قبل ثلاث سنوات حين تعارفنا. وشهر بعد اخر تتوثق علاقتنا. وكان اشتراكنا في سفرة الى دهوك، محطة مهمة في توثيق علاقتنا.
واصارحكم : كلما التقي الصديق باسم ، تحضر الوقائع التالية : بعد هزيمة الجيوش العربية في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1967 ? انبرى الصحفي المصري محمد حسنين هيكل لطرح القراءات التالية للوضع العربي والدولي: الولايات المتحدة الامريكية قوة عظمى. واسكرتها قوتها حتى الثمالة. واصبحت ثورا هائجا . ولا قدرة للعرب على مناطحة هذا الثور. وعليهم تجنب مناطحته. ولان اهم الاوراق للصراع العربي الاسرائيلي بيده ، ولاختلال موازين القوى ، علينا الحوار مع واشنطن. لسنا الان بصدد تقييم صحة او عدم صحة طروحات هيكل هذه ، ولكن نذهب الى ردود الفعل تجاهها. فالشارع السياسي العراقي اليساري، من شيوعيين وقوميين عرب ( ناصريين خاصة ) استنكروا هذه الطروحات . وضربوا مثلا على قدرة الشعوب على مناطحة الثور الامريكي بالمقاومة الباسلة للشعب الفيتنامي بقيادة القائد الشيوعي هوشي منه.وفي احدى الصحف البغدادية الصادرة عام 1967 ? وهي جريدة للتيار الناصري ، قرات قصيدة لشاعر شعبي عراقي. ومما اتذكره منها بعد مرور خمسين عاما على قرائتي لها : شَگل الثائر ابهانوي شَگل الينشِد الصيني ، اگله امريكه ما اگدر اناطحهه.. اگله موشي بِن دايان سابيني.. وربما يساعدني الشاعر الصديق عادل العرداوي باكمال القصيدة ومعرفة اسم الشاعر.