أين المصيبة في المال من المصيبة في الدين ؟
حسين الصدر
-1-
قديماً قال الشاعر :
أبُنيَّ إنَّ مِنَ الرجالِ بهيمةً
في صورةِ الرجُلِ السميعِ المُبصِرِ
فَطِنٌ لِكلّ مصيبةٍ في دِينِهِ
واذا أُصيبَ بدينِهِ لمْ يَشْعُرِ
-2-
وما ان ارتفع سعر صرف الدولار في السوق العراقية حتى بدأت البكائيات تملأ الاسماع وتدعو بالويل والبثور .
كما أنَّ أسعار المواد الغذائية بل سائر المواد الأخرى تتصاعد يوماً بعد يوم
وهذا هو الهاجس الذي أرعب الملايين من المواطنين .
-3-
وهناك اليوم اتجاه مرعب يمهّد لشيوع ثقافة زواج المثليين ، وبدأت أعلام المثليين ترتفع هنا وهنا .
والسؤال الآن :
أيُّهُما الأخطر على الحاضر والمستقبل :
ارتفاع سعر الدولار في السوق أم اباحة زواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء ؟
والجواب واضح وصريح .
انّ الانسان المسلم لا يسعه السكوت ازاء هذا الاختراق الصريح للثوابت الاسلامية ، وهذا الانحدار الاخلاقي الفظيع الذي يلّوث الاجواء بأخطر السموم والجراثيم .
-4-
وقد اطلعت على قرار مهم صادر عن المحكمة العالمية لحقوق الانسان في ستراسبورغ – فرنسا حيث أجمع :
" 47 قاضيا من 47 دولة في مجلس أوربا وهم أعضاء في محكمة ستراسبورغ على ما يلي :
"لا يوجد حق في نفس- الزواج الجنسي"
استندت الجملة إلى عدد لا يحصى من الاعتبارات الفلسفية والأنثروبولوجية القائمة على النظام الطبيعي والفطرة السليمة والتقارير العلمية وبالطبع القانون الوضعي في الحالة الأخيرة ، على وجه الخصوص ،
استند الحكم إلى المادة 12 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان .
ولا سيما المادة 17 من قانون سان خوسيه والمادة 23 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
قررت المحكمة أن مفهوم الأسرة لا يفكر فقط في "المفهوم التقليدي للزواج ، أي اتخاذ الرجل والمرأة" ، ولكن أيضًا أنه لا ينبغي أن يُفرض على الحكومات "التزامًا بـ" زواج مفتوح لأشخاص من نفس الجنس "
وقالت المحكمة
الدول لها حرية حجز الزواج فقط للأزواج من جنسين مختلفين
-5-
ورحم الله الشاعر العربي الكبير عمر أو ريشة حيث قال :
أنا مِنْ أُمّةٍ تَجُوسُ حماها
جاهلياتُها بِلا استئذانِ
تركتْ مِشعلَ النبوةِ في الليلِ
وأرَخَتْ للتيه كُلَّ عِنانِ
لو مَشتْ في سنا هُداهُ لكانَ
النجمُ في رِكْبها من النُدمانِ
-6-
ان غلاء الاسعار عقوبةٌ ربانية على كل مجتمع تُنتهك فيه الخطوط الحمراء .
-7-
ولا يجوز على الاطلاق – وبكل المعايير والموازين – أنْ يكون العراق فريسة لأهواء الشاذين ومغامراتهم الدنيئة
ألا هل بلغت ؟
اللهم اشهد