كرة العرب للعرب .. من قطر إلى المغرب
عبد الرضا سلمان حساني
هي الرياضة، والروح الرياضيّة، وهذا هو مونديال قطر 22 للعام 2022 لكرة القدم. والمتتبع لمباريات هذه التصفيات، شاهد نتائجاً مشرّفة ومشرقة للمنتخبات العربية المشاركة في ماراثون يحمل المنتخب المغربي فيه علامة الوصول الى خط النهاية بعزيمة وإصرار الفوز لتوطين تاريخ كأس العالم لكرة القدم في أرض العروبة. إنّه الفوز الذي فرشه المنتخب المغبي على مسافة عربية هي سبعة آلاف كيلومتر بين قطر والمغرب. إنّها مفخرة بحق، تعلو فيها هتافات فوز منتخب المغرب لتحقق وحدة الشعور العربي والصيحة المدوية بين الخليج العربي والمحيط على أكتاف أسود الأطلس ورغبتهم المخلصة الخالصة لكتابة صفحة عربية تفخر بها أجيال العرب.
ندعو ونرجو أن تكون كرة العرب للعرب بعد صافرة تصدح في آفاق قطر، وسيكون وقعها وأثرها أعلى وأعمق من تغريدات بعض بلابل السياسة.
سأروي لكم حكاية قديمة قصيرة، شهدناها أيام الدراسة في الخارج، وقليل من الزملاء يعرفونها.
في مونديال كأس العالم 1986 والذي وصل فيه المنتخب العراقي الى التصفيات، كان عدد المنتخبات المشاركة حسب ماحدده الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) آنذاك
هو 24 في ست مجاميع.
لعب المنتخب المغربي في نفس المجموعة مع المنتخب الإنجليزي وكانت نتيجة المباراة بينهما التعادل بدون أهداف. وفي تحليل للمباراة عرضته قناة
(بي بي سي)، تحدث لاعب الكرة الإنجليزي (إملين هيوز )، والذي أصبح محللاً إعلامياً بعد إعتزاله لعب الكرة آنذاك، وأظهر إنزعاجه من النتيجة وقال ماقال، وأنا سمعته، بشيء من (السخرية)، فما كان من مدير الندوة إلاّ أن يقول له بالنص(.إملين ..لاتتحدّث هكذا، لأن أصوات لفظ أسمائنا بالنسبة لهم هي غريبة مثلما أسماؤهم لنا ..). وأتذكر أن الجمعية العربية في المدينة وزّعت بياناً، باللغة الإنجليزية،بين الأوساط الطلابية والمجتمعية حول الموضوع كما كانت العادة في تناول ودعم القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين. بقي أن نذكر أن عدد المنتخبات المشاركة في مونديال قطر هو 32 وسيكون العدد 48 منتخب في مونديال العام 2026 الذي سيقام في إشتراك ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك .شكراً للمنتخبi المغربي لبلوغه المربّع الذهبي بدون أي خسارة وبأمل عربي موحّد معقود، وتحية لما أنجزته قطر في إستضافة هذا المونديال.
سطور الختام
تلك هي صافرة الفوز قد صدحت في قطر، ولابدّ أن نسمع أجراس العودة حين تُقرع بإرادة كلّ العرب من المحيط الى الخليج، وشعب العراق، مع أقطار العروبة، مشهود له في مواجهة التحديات.
{ پروفسور فيزياء الپلازما- عضو معهد الفيزياء في المملكة المتحدة