رسالة إلى الذكر
حسين الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة الى الاخ العزيز الاستاذ حسين الذكر
ايها الصديق العزيز
رأيتُك وقد لوّن الحزن على ابنك الشاب الراحل رحمه الله حياتك وتلبدت اجواؤها بسحائب الشجن والأسى والالتياع الشديد ، وما ذلك بعجيب فالولد فلذة من الكبد وحبه يجرى مع الدم في العروق .
وفكرّت مليّاً كيف لي أنْ أخفف عنك وطأةَ الحزن الكثيف، الذي حال بينك وبين الابتسامة، فرأيت أنَّ افضل ما يمكن أنْ اواسيك به أنْ انقل اليك حواراً جرى بين الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وبين أبٍ مفجوع بابنه كان يعيش ما تعيشه من لواعج وأحزان ،
قال له الامام (ع) :
" اللهُ خيرٌ لابنك منك ، وثوابُ الله خيرٌ لك منه "
ويقينا انك حين تتأمل في معاني كلام الامام (ع) ستجد انه ينقلك من عالَمٍ الى عالم ، من عالم الزفرات والحسرات الى عالم الكرم الالهي والمثوبات الكبرى مع ما يزرعه في نفسك من اطمئنان على ابنك حيث انه في كنَفِ الربِّ الرحيم الكريم الذي هو أبرُّ به منك .
ثم انّ هذا الذي قاله الامام الصادق (ع) للاب المفجوع تَرْجَمَهُ حفيدهُ ابراهيم بن الامام موسى بن جعفر (ع) حين عزّى (الفضل بن سهل) بابنه (العبَاس) قائلا:
خيرٌ من العباسِ أجرُك بَعْدَه
واللهُ خيرٌ منكَ للعباسِ
ولقد جعلتُ رسالتي اليك مفتوحةً لكي يقرأها المفجوعون بأعزائهم فتكون لهم سلوة مما هم فيه من اشجان واحزان .