الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
النبيل صاغرجي

بواسطة azzaman

النبيل صاغرجي

عبدالكريم يحيى الزيباري

 

مصيبتنا ليست الفساد، في كل العصور وكل المدن كان الفساد وما زال. سرقت المخزومية في فتح مكة. وابن اللتبية على الصدقة، قال: هذا لكم، وهذا أهديَ إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليَّ؟ ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا؟". والمادة الخامس من مَسَلَّة حمورابي للحدِّ من فساد القضاء!

المصيبة محاولات الجميع جعل الفساد يبدو خيراً وطبيعياً وضرورة، وحجج وبراهين قوية يُصدِّقها واقع الحال. واتهام مَن يحاول مكافحة الفساد، بأنَّهُ مُغرِض لصالح جِهة سياسية، ومصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ! يقولون له: أنتَ أيضاً مِثلهم، مثل الذين تحاربهم! تثير ضَجَّةً حول فاسدٍ ما، فيدفع لإغلاق التحقيق وتشكيل علاقات قوية مع الذين يدفع لهم، وللشهود لتغيير أقوالهم، سيعود أقوى مما كان ويتوجَّب عليه أنْ يسرقَ أكثر لتعويض ما أنفقه! ويتهمون المُصلِح: مُشعِلُ حرائقٍ مجنون، دون جوان مغرور، إرهابي مُتشَدِّد، زير نساء يطارد الجليلة، وماذا فعل وماذا قَدَّم؟ الكثير يفعلون الكثير من أجل الحصول على وظيفة عامة، ثمَّ يفعلون الكثير أيضاً لئلا يُكلَّفوا بواجب حقيقي! أو لكي يتمَّ نقلهم إلى مواقع عمل تؤمِّن لهم "الاستفادة"! باتصالات وضغوط على المدير، والكل يعرفهم ويتجنَّب شرَّهم. وإذا تحدَّث أحد الفاسدين قال: قلت للرجل وقال لي الرجل، حتى إذا سألوه: ومَن تقصد بالرجل؟ السيد الوزير طبعاً! والمصيبة أنَّ الجميع يصَدِّق وإذا لم نُصَدِّق مَنْ يجرؤ أنْ يتأكَّد؟ وحتى إذا عَلِمَ فلان أنَّ القصير يهددنا باسمه، سوف يصمت!الموظف تحت التجربة لسنةٍ كاملة قبل تثبيته بصفة دائمة، والتجربة أبداً لم يُحكم بفشلها حتى مع الموظفين المسيئين لأنفسهم وللوظيفة العامة. ونظراً لكثرة طلبات النقل والتنسيب (حسبَ طلبه) وتعني حسب مصلحته الشخصية، فالكثير يريدون نقلاً إلى مواقع عمل لا تتطلب ولا تحتاج خدماتهم، ولأسباب إنسانية وصحية، وكثرة الشَّفاعات والواسطات، صارت الوظيفة العامة طريقاً لتكوين الثروات والمصالح الخاصة!لا يفهمون الوظيفة العامة خدمة عامة وانضباط واحترام المسؤول وليست معاشاً شهريَّا فقط، ولا يتوقفون عن محاولات الانتقال إلى مواقع عمل تخدمهم وبلا إنجاز عمل حقيقي! هل صار واجب عضو مجلس النواب العراقي، حمل طلبات النقل الداخلية بين مواقع العمل في المحافظة الواحدة؟ مصيبتنا، قاعدة الجميع يخافون السفيه الفاسد القبيح الذي يرتدي الملابس الرياضية بقناع غوريلا طبيعي! وعن المراوغ الذي منذ بدء الدوام إلى نهايته، يتنقَّل بين الغرف، وينقل الأخبار السيئة والنمائم، وفلانة فعلت وفلانة خبزت، والمدير طار والمدير عاد! وإذا قال له أحدهم: هذا لا يجوز! تعال واسمع كلاماً لا يخرجُ من إنسانٍ يملك ذرة احترام! مصيبتنا نخاف أنْ نقول عن النزيه نزيه، والكفوء كفوء، موظَّف واحد يقوم بأعمال عشرةٍ موظفين وأكثر، كالسيد (محمد نبيل حميد صاغرجي) وغيره ممن لا تتجاوز أعدادهم عشرة أو عشرين موظفاً على أكثر تقدير. طُوبَى لموظَّفٍ آخِذٌ بحقيبة حاسوبه المحمول، لا يهتمُّ بربطة عنقه ولون جوربه وتسريحة شعره، ونوعية موبايله ولا وقت لديه للقيل والقال، إنْ كان في لجنة كان فيها ولم يطلب إعفاءً ولم يجلب رسالةً من فلان الفلاني، وإنْ كان في غرفته، كان ورأسه لا يرفعه من كثرة الأعمال المُناطة به وينجزها بصمت! لا المدير يعرف اسمه وإذا استأذنَ لم يؤذن له، ولا أحد آخر غير الذين يعملون معه في غرفته!

 

 


مشاهدات 774
أضيف 2022/12/09 - 11:42 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 5:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 32 الشهر 9503 الكلي 10052647
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير