تحية للعراقية النبيلة أريج فاضل
حسين الصدر
-1-
حين ينتصر الانسان على رغباتِه ، ويُكسّرُ أسوار الذات وحواجزَ المصالح الشخصية ، يصبح رقماً من الأرقام المهمة في المعادلة الأخلاقية والوطنية الصادقة ، والمواطنة الصالحة ، والانسانية النبيلة.
-2-
ليس بغريب على العراقيين – سواء كانوا رجالاً أو نساءً – أنْ تكون لهم المبادرات السخية في مضامير البر والخير والبناء والنفع العام ..، لأنهم شعب عريق أصيل ، جرت في عروقه مع الدماء القيمُ الرفيعة من مروءة وايثار ونبل وسخاء …
-3-
وتبرز في الإعلام بين الفينة والفينة شذرات من تلك المبادرات الكريمة…
وهكذا تتواصل حلقات البذل والعطاء عبر تاريخ هذا الشعب العريق حقيقية العراقة .
-4-
ولقد قرأنا اليوم خبر تبرع مديرة مدرسة البلاذري الابتدائية في الكاظمية (أريج فاضل ) بمئة واربعين مليون دينار لترميم مدرستها والقيام بما يلزم لاظهارها بالنحو الملائم للبيئة التعليمية، وبهذا استحقت منا الشكر والثناء، مـــضافاً الى خالص الدعاء لها بالتوفيق …
-5-
أليس عجيبا أنْ تغدو المدارس في بلد نفطي غنيّ كالعراق بحاجة الى تبرعات شخصية لتأهيلها ؟
-6-
انّ المبلغ المتبرع به – وهو 140 مليون دينار – يعتبر رقماً كبيراً بالقياس الى ما تتقاضاه مديرة المدرسة من رواتب شهرية ، وهذا ما يضفي عليه طابعا من الأهمية يُذكر فيُشكر .
-7-
وأولُ مَنْ شكرَ هذه المديرة هو المدير العام للتربية في محافظة بغداد – الكرخ الثالثة الاســــتاذ الكبير السيد عبد المحسن الموسوي بعد أنْ زار المدرسة ووقف بنفسه على ما تم اجراؤه فيها من ترميم وتأهيل …
وبهذا يكون قد قابل تحيتها بتحية طيّبة .
-8-
وقد قابْلنا تبرعَــــها المـــــشكور بتحــــيّة وتقــــــدير، أصالة عــــنّا ونيابة عن المواطنــــين الــــــعراقيين الآخرين، الذيـــــن لا نشــــك في تثمـــينهم وتقــــديرهم العالي لهذه المبــــادرة الكريمة ومثـــيلاتها …
واليه سبحانه نضرع أنْ يغـــــــدق البركات على العـــــــراق الحبيب وأهله ،وأنْ يوفــــق المخلــــــصين العامـــــــلين من أجل رفــــعتهِ وتـــقدّمِهِ من رجاله ونـــسائه ، وأنْ يكتـــــــب لـــشعبنا النصـــــر والسؤدد، انه ارحم الراحمين وأكرم الاكرمين (وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين) .