العبادات الإجتماعية
حسين الصدر
-1-
الحاجات والتحديات التي يُواجِهُها الانسانُ في حياته ليست بقليلة ، وقد يستطيع تخطي بعضها وينوء بالبعض الأخر فيلجأ الى اخوانه طالبا العون والمساعدة .
وهنا مفترق الطرق :
فالأنانيون لا يُعيرون سمعاً لمن يطرق أبوابهم مستنجدا بهم، فأبوابهم مغلقة ، ونفوسهم شحيحة، ولا تحركهم هموم الآخرين على الاطلاق .
ولسان حال أحدهم يقول :
انما دنيايَ نفسي فاذا
سَلِمَتْ نَفَسي فلا عاش أحَدْ
نعم
انهم متكلسون،
وكأنّ قلوبهم قُدّت من الصخر،
وهم لا يتفاعلون مع اخوانهم في آلامهم وأوجاعهم وحاجاتهم على الاطلاق .
وهم لهذا يقتلون المعروف .
وعلى العكس منهم أصحاب الشهامة والمروءة والانسانية ممن يُسارع الى تلبية نداء اخوانه اذا استعانوا به ،ولا يُخيّب ظنونهم فيه، وبهؤلاء يمكن للمجتمع أن يرى الاثار الايجابية للتكافل والتراحم والتلاحم ويذوق طعم الاطمئنان والاستقرار .
-3-
وباختصار شديد
نَنْقُل لكم مارواه صفوان الجَمّال - الرجل الصالح الذي كان يتعاطى كراءَ الجِمال لنقل أمتعة الناس وبضائعهم – قال :
" دخلت على ابي عبد الله الصادق (ع) فدخل عليه رجلٌ من أهل مكة يُقال له ( ميمون ) ، فشكا اليه تعذر الكِراءِ عليه فقال لي :
قم فَأَعِنْ أخاك ،
فقمتُ معه فيسّر اللهُ كِراه ،
فرجعتُ الى مجلسي فقال أبو عبد الله (ع) :
ما صنعتَ في حاجة أخيك ؟
قلتُ :
قضاها الله بأبي أنت وأمي .
فقال (ع) :
" أما انّك إنْ تُعن اخاك المسلم أَحبُّ اليّ مِنْ طواف اسبوع في البيت "
وهنا تكن العظة .
ان اعانة الاخ في حاجة مِنْ حاجاتِه أحبُّ الى الامام الصادق (ع) من طوافك حول البيت الحرام، علماً بان الطواف حول البيت هو من أهم العبادات وأفضل الطاعات عند الله .
ومن هنا نُطلق على كُلّ أعمال الاحسان والبر والمعروف وصفَ العبادات الاجتماعية .
وفقنا الله واياكم للاسهام الفاعل في هذا المضمار فخيرُ الناسِ مَنْ نفع الناس.