إختبار كوستاريكا
اكرام زين العابدين
من المؤمل ان يلعب منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته التجريبية الثالثة امام نظيره الكوستاريكي مساء اليوم الخميس على ملعب البصرة الدولي ضمن استعدادات الفريق الضيف لنهائيات كاس العالم التي ستنطلق في الدوحة يوم الاحد المقبل.
وستكون مباراة كوستاريكا اولى خطوات الملاك التدريبي الجديد بقيادة المدرب كاساس مع الكرة العراقية بمرحلة اعادة الثقة لها لاسيما وان تخطيط الاتحاد كان صائبا من خلال التعاقد مع المدرسة الاسبانية.
ان البعض أشكل على خوض التجارب الودية القوية مع فرق ستلعب بالمونديال بهذه المرحلة التي تعد بداية لبناء جيل جديد للكرة العراقية ، لاسيما خوض مباراة المكسيك التي انتهت بخسارتنا برباعية ، وتعادلنا في الثانية سلبيا مع الاكوادور في مباراة كان نجمها الحقيقي الحارس جلال حسن.
ومع كل هذه الاعتراضات السلبية نرى ان المنطق يقول بان لاعبينا بحاجة الى مباريات قوية من اجل كسر حاجز الخوف والتأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشها اللاعب خلال الـ90 دقيقية من زمن اللقاء والتي ستصنع منه لاعباً قويا قادرا على خوض التجارب الصعبة بالمستقبل.
وتقع على المدرب كاساس تغيير بعض المفاهين المغلوطة المرسومة بعقول اغلب لاعبينا ومدربينا، والتاكيد على البناء الصحيح للجيل الجديد من اللاعبين الذين سيتم اختيارهم من اجل الدفاع عن سمعة واسم الكرة العراقية من خلال متابعتهم باستمرار .
ان هذه المرحلة تعتبر جديدة على الكرة العراقية ولا يهم ان تكون نتائج المباريات الودية ايجابية او سلبية ، لكن المهم هو تطوير الاداء الجماعي والفردي للفريق من خلال اختيار من يراه المدرب قادراً على تطبيق افكاره داخل الملعب من اجل الوصول الى الجاهزية المطلوبة قبل الدخول في الاستحقاقات الرسمية في كاس الخليج وكاس آسيا في قطر وتصفيات مونديال 2026 المقبلة .
ان رؤية الاتحاد الجديدة هي لبناء منتخب وطني مختلف عن السنوات الماضية من خلال التعاقد مع كادر تدريب اسباني شاب وعلى مستوى عالي من الكفاءة ولمدة طويلة على ان يتم تقييم عمل هذا الكادر بشكل علمي ومنطقي وبعيد عن العاطفة او التسقيط الذي يستهدف الناجحين في بعض الاحيان ، لان عملية اعادة البناء وترتيب الاوراق وانتشال الكرة العراقية من حالة التراجع المستمرة تحتاج الى عمل متواصل وصبر والذي لن يحصل باشهر او بسنة بل ان المنظومة بحاجة الى تغيير جذري في عمل ادارات الاندية وفكر المدربين واللاعبين والتاقلم مع الحالة الايجابية الجديدة بالسنوات المقبلة.
ان الملاك التدريبي الاسباني عمل جرد باسماء عدد غير قليل من لاعبي المهجر المحترفين بالدوريات الاوروبية وكذلك العربية خلال المدة القصيرة الماضية وشاهد العديد من الافلام التي تخصهم حيث وصلت اسماء اللاعبين الى اكثر من (45) لاعبا يتواجد بالملاعب الاوروبية والعالمية.
وان مشاهدة الملاك التدريبي الجديد لمباريات الدوري الممتازالمقبلة ستعطيهم مساحة كافية من اجل اختيار بعض الخامات التي تصلح لان تكون مشاريع ناجحة بالمستقبل ، وانا على يقين ان بعض لاعبينا اذا نجحوا في استيعاب فكر المدرب وتطوير انفسهم فانهم بالتاكيد سيحصلون على عقود احترف خارجية من اجل اللعب في الاندية الاسبانية او حتى الاوروبية وهي فرصة سيوفرها تواجد هذه الاسماء التدريبية الاوروبية مع كرتنا .
لذلك على لاعبينا استغلال مباراة كوستاريكا بالشكل الامثل وتنفيذ تعليمات الملاك التدريبي الجديد ، والابتعاد عن اللعب الخشن وغير المبرر لان منافسنا سيلعب بعد ايام قليلة مبارياته بالمونديال ولا يريد ان يخسر اياً من لاعبيه بسبب الاصابة ، وعلينا ان نبحث عن سمعة منتخبنا لاسيما بعد الاعتراضات التي حصلت في مباراة الاكوادور على خشونة بعض لاعبينا.
وتقع على جماهير العراقية وبالاخص بالبصرة مسؤولية انجاح المباراة امام كوستاريكا من خلال الحضور والتشجيع المثالي لانهم ملح المباراة ونكهتها الحقيقية.