الدولة الدينية الهشّة
عدنان عودة الطائي
من المؤكد ان الكثير من دول العالم بل اجمعها يقوم على اسس ودعائم تقوم مسيرتها التي قد تتطور وتذدهر لتأخد الدولة الى مصاف الدول القوية لتصبح امبراطورية كما الامبراطورية العثمانية او الرومانية او الفارسية... او تضعف هذه العوامل مجتمعة او احد هذه الدعائم لتضعف الدولة وتهون لتتمزق وتصبح ذكرا من الماضي كما الإتحاد السوفيتي او يوغسلافيا او الكنغو...
وهذه الاسس هي اللغة او القومية التي تجمع ابناء الوطن والنظام السياسي الذي يقود الدولة وهو من صلب ابنائها والقانون الذي ينظم حياة السكان في اطار الدولة فضلا عن الاسس الطبيعية التي هي اساس قيام الدولة وهي الارض التي تقوم عليها تلك الدولة التي تؤطرها الحدود السياسية وتحجزها عن الدول الأخرى المجاورة ويبقى العامل الديني او الدين الذي يعتنقه شعب هذه الدولة اوتلك او لنقل الاديان التي يعتقدها جمهور الدولة وهي يقينا متعددة ومتفرعة الى مذاهب وفرق كلما تقدم الوقت لتعقد المشهد..
بسبب الحروب والهجرات التي يقوم بها سكان هذه الدول وافدين ومغادرين والذي تسبب بحالة الاختلاط الديني والقومي...
اذ لم تبقى الدول كل دالدول نقية من عنصر واحد اي من قومية واحده او دين واحد حتى التي كانت عصية على الاختلاط الديموغرافي كما المانيا إلى وقت قريب....
قيادة البلد
فهذا الاختلاط القومي والديني ولد الضعف في تركيبة السكان مما حدى بهم الى انغلاق كل مجموعة على بعضها خصوصا اذا كانت قيادة البلد دون وعي ودون دراية وقدرة تمكن من قيادة الدولة لبر الامان كما في افغانستان التي احاطت بها الحرب الخارجية والاهلية وغياب الحكم الرشيد ردحا من الزمان فانكفأ البشتون وانعزلوا عن الطاجيك وهكذا الهزارا انعزلوا عن الاوزبم وهذا ينسحب على دول اخرى...
مما قاد لضعف هذه الدولة وبالتالي دخولها الحرب الاهلية وتمزقها كما في رواندارعندما تقاتل الهوتو والتوتسي مطلع تسعينات القرن الماضي... ومايهمنا هنا هو الدين الذي هو اكثر خطورة في تلاشي الدولة وضياعها والذي يستغل من منظومة الحكم حتى صار اي الدين سببا في تمزق الدولة وضياع هيبتها مما اثر على تطلعات شعبها كما في مصر فترة حكم الاخوان الذين استغلوا الدين لتمرير مخططاتهم عبر مؤسسة الحكم والمتمثل بالارهاب وتطبيق افكارهم
وكما هو حال العراق الذي استغل فيه الدين ابشع استغلال من قبل الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003 ليومنا هذا والذي شهد فيه العراق انحدار بأعلى المستويات وفي كل الاتجاهات حتى اضحى العراق دولة فاشلة في عرف الجيوبولتيك...
وهذا الحال ان استمر على هذا المنوال فان العراق كدولة سيشهد انزوائها من مسمى الدول...
وحصل الشي ذاته في تونس لما تلاقف حزب النهضة ذا التوجه الاخواني حتى اول البلد حافة الانهار ودخول الدولة حافة الحرب الاهلية...
وحقيقة الامر ان الدين وتفرعاته المذهبية هو اشد خطرا على الدولة من باقي العوامل الأخرى القومية والقانون والارض ومؤسسة الحكم... والذي يسهم حتما في تمزيق الدولة وانهيارها
واعتقد جازما اذا مابقي الخال في العراق هكذا فان
النتيجة هي انهيار الدولك وضياعها ذات يوم...
اذا ماتحوط بالحلول واولها الذهاب الى تحصين مؤسسة الحكم من ضغط هذا العامل الجامح...