الدين لله والوطن للجميع
زياد الضاري
اول من اطلق هذة المقولة هو المناضل المصري ضد الاحتلال البريطاني سعد زغلول وبعد ذالك اتخذها الباشا سلطان الأطرش شعارا في الثورة السورية الكبرى عام 1919ضد الاحتلال الفرنسي.
ان استخدام هذا الشعار كانت بسبب الحاجة الملحة في توحيد الشعب ضد الاستعمار وتلك المرحلة كانت بداية نشأت و بناء الهوية الوطنية للشعب المصري والسوري لتوحيد الصفوف وتقوية التلاحم الشعبي خلف هوية وطنية جامعة لكل افراد الشعب وعدم اعطاء المجال لدول الاستعمار في استغلال التنوع الديني او القومي لضرب الثورات من الداخل وبفضل بناء الهوية الوطنية للشعب نجحت الثورة المصرية والثورة السورية في توحيد الشعب تحت مظلة الهوية الوطنية وانتصرت ونالت الاستقلال من الاستعمار البريطاني في مصر والاستعمار الفرنسي في سوريا ومن ثم بدأ تثبيت اركان الهوية الوطنية في اغلب الدول العربية والاسلامية للمحافظة على نسيج مجتمعاتها من الانقسام الديني او القومي. في النصف الاول من القرن العشرين بدأ مايعرف بالصحوة الإسلامية وتم مهاجمة هذا الشعار من قبلهم وتم وصفه بأنه دعوة لحبس الدين في المساجد وحصل نوع من التباين بين فكر حسن البنا الذي يرى ان الوطن والمواطنة لايتجزا هو كالانتماء الى العائلة الذي ينشأ ولاء لها ودفاع عنها كذالك الوطن. وان العائلة هي المهد الأول وبعد ذالك اخذت المجتمعات تتوزع وتعيش في ضمن حدود جغرافية معينة وانصهرت العائلة والقبيلة في مجتمع ينبغي الولاء له والدفاع عنه كاالدفاع عن العائلة.
وفي الثورة المصرية ضد حكم مرسي استخدم شعار الدين لله والوطن للجميع. الأسلامين يرفضون هذا الشعار وفي والوقت ذاته يشيدون المساجد والمراكز الإسلامية في الدول الأوروبية التى تطبق هذا الشعار وبفضله يمارسون طقوسهم الدينية .
وهنا التناقض الواضح بين مايعلنون وما يمارسون من حريات.
ان الولاء للوطن والدفاع عنه لايتعارض مع الاسلام بل هو كالولاء للعائلة والدفاع عنها.
ماحصل ويحصل في العراق من انقسام مذهبي وديني وقومي يحتاج الى تعزيز اسس الوطنية والمواطنة لتوحيد الشعب نحو هدف واحد وهو خدمة الوطن والدفاع عنه باعتباره الخيمة الكبرى التى يعيش الكل تحت ظلها.