أكثر من خمسمائة مشروع للهند في أفغانستان
غيداء العلي
انخرطت الهند في شراكة إنمائية مع أفغانستان، والتي تشمل أكثر من خمسمائة مشروع موزعة على كل مقاطعة من مقاطعات البلاد البالغ عددها 34 مقاطعة في مجالات حيوية من بينها مشاريع الطاقة وإمدادات المياه والربط على الطرق والرعاية الصحية والتعليم والزراعة وتنمية القدرات.
الغالبية العظمى من المشاريع التي التزمت بها حكومة الهند في أفغانستان قد "اكتملت وسلمت" حيث سبق وان تم توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين الهند وأفغانستان في عام 2011 تنص على تقديم الهند المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والمؤسسات في أفغانستان والتعليم والمساعدة التقنية لإعادة بناء القدرات الأفغانية المحلية في مناطق مختلفة.
في وقت سابق في شهر تشرين الثاني من هذا العام قالت وزارة التنمية المدنية والإسكان في أفغانستان إن الهند قد تستأنف العمل في 20 مشروعاً متوقفا في أفغانستان. وقالت الوزارة كذلك إن القائم بالأعمال الهندي أعرب عن اهتمام الهند بتحسين العلاقات واستئناف مشاريع دلهي في أفغانستان، وجاءت هذه التصريحات في اجتماعه مع وزير التنمية المدنية والإسكان في حكومة طالبان الجديدة.من جهة أخرى قال المتحدث باسم وزارة الاسكان: "المشاريع التي تم تنفيذها خلال الحكومة السابقة والتي سبق وأن تم تأجيلها بسبب التغييرات السياسية أو قضايا أخرى، فإن الهند مهتمة الآن باستئناف العمل لإكمال تلك المشاريع".الاقتصاديون في كلا البلدين يعتقدون أن تنفيذ مثل هذه المشاريع ستسهل فرص العمل وتعزز التنمية في البلاد كونها ستخلق فرص عمل جديدة، ومنهم على سبيل المثال الخبيرة الاقتصادية داريا خان باهر: "يمكن لاستئناف هذه المشاريع أيضا أن يخلق فرص عمل للشعب ويمكن أن يعزز دخل الناس ويطرد أفغانستان من العزلة السياسية".كما قال الخبير الاقتصادي نازكامير زيارمال: "إن استئناف هذه المشاريع سيقلل من مستوى الفقر والبطالة".وفي الوقت نفسه ووفقاً للصحف المحلية الافغانية إن وزير التنمية المدنية والأسكان في الحكومة الجديدة لطالبان حمد الله نعماني حث مجتمع الأعمال الهندي على الاستثمار في قطاع التنمية المدنية في أفغانستان.وجاءت هذه الكلمة اثناء اللقاء الذي جرى بين الوزير وبين القائم بأعمال السفارة الهندية في كابول والتي قال خلالها: "يمكن لرجال الأعمال الهنود الاستثمار في القطاع الحضري والإسكاني وخاصة في مشروع مدينة كابول الجديدة".وأضاف ايضاً: ان الحكومة الهندية نفذت بعض المشاريع في أفغانستان في الماضي، في حين ظل بعضها غير مكتمل بسبب عدم الدفع في ذلك الوقت".وكما تبين ان المشاريع التي توقف استأنف العمل بها مجدداً، ولم يحدث ان ادعى أي من الأطراف بأن التفاوض او التعاقد كان مع حكومة أخرى.هنا يكون السؤال المهم من خلال هذه التجربة هو لماذا لا ينفتح العراق على دول جديدة مثل الهند؟
لماذا يتمسك العراق في موضوع البناء بالمنافسين التقليديين؟ الأمر الذي يؤدي في النهاية الى زيادة منافستهم على العمل في العراق والمضي بكل ما يمتلكوا من قوة بعدها لعرقلة العمل بعضهم لبعض؟
لماذا لا يتم الانفتاح على غيرهم خصوصاً بعد ان اثبتت التجارب التزامهم بإكمال المشاريع ولو بعد حين؟ومن الجدير بالذكر ان الهند منذ احتلال أمريكا لأفغانستان في العام 2001 ولحين اكمال الانسحاب الأمريكي منها قامت ببناء الكثير من المشاريع و اعمال البنية التحتية وبعض الأحيان بالمجان كهدية ومثال على ذلك مبنى البرلمان في العاصمة الأفغانية كابول الذي تبرعت ببنائه الهند.
فلماذا لا يجرب العراق حضه وان ينفتح على دول على شاكلة الهند ويستمع ويتعرف على الأمور التي حالت دون التعاقد بين العراق وبينهم؟