مراجع النجف تشجب الإساءة للرموز الدينية والصحابة

دعوة الحكومة إلى ردع من ينتهك القانون ويزرع الفتنة بالترويج لخطاب الكراهية

بغداد - قصي منذر

جددت مراجع دينية ،عدم جواز المساس بالصحابة وزوجات الرسول (ص) من قبل بعض الاطراف التي تحاول زرع الفتنة من خلال تبني خطاب الكراهية في محاولة وصفت بإثارة الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي ،فيما طالبوا الحكومة بردع كل من ينتهك القانون ويسعى الى بث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد.

وقال المجنع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء في بيان تلقته (الزمان) امس إنه (من عقيدة المسلمين حب أصحاب رسول الله جميعا، والترضي عنهم، وعدالتهم ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع والعقل، ولا يشذ عن ذلك إلا مكابر أو حاقد، ولا ندعي العصمة لأحد منهم، ونعتقد ونقر بعظيم فضلهم، ومن الواجب الشرعي علينا أن نوالي من والاهم، ونعادي من عاداهم، ونبغض من أبغضهم، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من سبهم أو الانتقاص منهم)،

احترام معتقدات

 واضاف (من مقتضيات التعايش بين مكونات المجتمع احترام المعتقدات، ولا يحق لأحد التجاوز على عقائد المكون الأخر ورموزه الدينية، وقد عد قانون العقوبات العراقي في المادة 372 من الجرائم الاجتماعية تلك التي تمس الشعور الديني، ورتبت عليها العقوبة الرادعة، ومنها بحق من أهان علنا رمزا أو شخصا هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية).

وتابع (ومع كل هذا نسمع بين الحين والآخر مع من بعض المتطرفين سب الصحابة ولعنهم في المناسبات والشعائر الدينية المعلنة، وآخرها الإساءة لصحابة النبي قبل أيام من قبل بعض ما وصفوهم بالحاقدين، وهذه التصرفات بلا شك تؤدي إلى بث الفرقة بين المسلمين ونشر الطائفية المقيتة)، وناشد البيان (مرجعيات المسلمين كافة إلى الوقوف بوجه هذه الأصوات، وإنكار هذا المنكر ومحاسبة أولئك الذين يستغلون الشعائر الدينية للتجاوز على مقام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين)، مطالبا الحكومة بـ(اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من ينتهك القانون ويزرع الفتنة ويتبنى خطاب الكراهية، وعلى الإدعاء العام أداء دوره بمنع ومحاسبة هؤلاء للحفاظ على السلم المجتمعي، وندعو ممثلي الشعب في مجلس النواب إلى موقف حازم بوجه هذه الهجمات على المقدسات والرموز الدينية).

بدوره ،قال المرجع فاضل البديري في بيان تلقته (الزمان) امس (ندين وبشدة تلك الإساءات التي تصدر من بعض أهل المنابر بحق الرموز الدينية للأمة الإسلامية وخاصة صحابة نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ونطالب الجهات العلمية والدينية بشجب هذه السلوكيات المعيبة وأن يلجموا أفواه هؤلاء مثيري الفتن والشغب، وعلى الجهات القضائية اتخاذ إجراءات رادعة بحقهم، لأنهم أداة الفتنة وتمزيق النسيج الإجتماعي الذي حرص الإسلام على بناءه بالمودة والتآخي، سائلين الله تعالى أن يجمع الأمة على الخير والمحبة). ودانت لجنة الاوقاف والعشائر النيابية ،سب صحابة النبي. وقالت في بيان امس ان (اللجنة تشجب باشد العبارات واقساها ما صدر في أحد المجالس الحسينية على لسان احد الرواديد وتجرئه بالتهجم على اصحاب النبي وتشبيههم بمفردات لا يمكن السكوت عليها لإنها تثير الفتن والنعرات الطائفية بين ابناء البلد الواحد).

تحديات كبيرة

واشار الى ان (الأمة الاسلامية تواجه أزمات وتحديات كبيرة وما احوجنا الى رص الصفوف ونبذ الطائفية وتجنب أثارة الخلافات الطائفية والمذهبية ،وكما هو معلوم للقاصي والداني ان هذه الخلافات لا تمس اصول الدين ولا اركانه )، مشيرا الى انه (واننا في هذه الايام المؤلمة للمسلمين الا وهي ذكرى استشهاد سبط الرسول الحسين عليه السلام حامل لواء الاصلاح والوحدة الإسلامية والذي ضحى بنفسه واهل بيته من اجل رفعة الاسلام ووحدته لذا حريا بنا ان يكون لنا درسًا وسراجا منيرًا نستضيء به  ولا تكون هذه المجالس الحسينية مادة لبث الخلافات بين المذاهب،كما نطالب ديوان الوقف الشيعي بتحمل مسؤليته القانونية والشرعية بالتدخل السريع لايقاف مثل هذه التجاوزات التي تحدث بين الحين والاخر والتي تسعى لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطـــــائفية بين المسلمين ومتابعة تلك المجالس وحثهم على وحدة الصف).

 بدوره ، رأى عضو اللجنة محمد الصهيود في بيان تابعته (الزمان) امس انه (في ظل الظروف التي يمر بها بلدنا والاوضاع الامنية غير المستقرة ،نلاحظ هناك ايادي خفية تقف وراءها جهات غير معلومة تريد بث الفتنة وزعزعة السلم الاهلي والمجتمعي بين ابناء البلد من خلال نشر مقطع فديو لاحد الرواديد مع سيل من التهم والسب والقذف ومحاولتهم الهاء الرأي العام واعادة تدوير الخلافات المذهبية مرة اخرى). وكان المرجع الاعلى علي السيستاني ،قد اشار في استفتاء سابق الى ان (سب الصحابة وام المؤمنين عائشة ،تصرف مدانٌ ومستنكرٌ ويخالف ما امر به آل البيت عليه السلام). كما اكد العلامة الراحل احمد الوائلي خلال محاضراته ،عدم جواز المساس بالصحابة وزوجات الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.