مشكلة مفتوحة
عبدالحكيم مصطفى
في إطار تبريره للمستوى غير المقنع الذي قدمه فريقه في بطولة كاس شباب العرب لكرة القدم قال مدرب منتخب الشباب الكابتن عماد محمد ان فريقه عانى بشدة من عدم وجود ملعب للتدريب في بغداد خلال مرحلة الاعداد ، للمشاركة في بطولة كاس شباب العرب التي جرت في المملكة العربية السعودية ، وشرح مدرب منتخب الشباب اهمية وجود ملعب للتدريب خاص للمنتخبات الوطنية ، بقوله انه يسمح للاعب والمدرب في تنفيذ الوحدات التدريبية بمعدلات التركيز المطلوبة ، ودون اي ضغط اداري ، ثم اردف الكابتن عماد محمد قائلا ان كل منتخباتنا الوطنية تعاني من عدم وجود ملعب للتدريب في مرحلة الاعداد للبطولات العربية والاسيوية والدولية .. التساؤل هنا لماذا لا يهيأ اتحاد الكرة ملعباً لتدريب منتخباتنا الوطنية في بغداد .. ملعب بارضية دولية المواصفات .. و لا اعرف لماذا لا تكثف وسائل الاعلام اهتمامها بمشكلة عدم وجود ملعب للتدريب لمنتخباتنا الوطنية في بغداد ، وتنهمك في متابعة شؤون اللاعبين وشجون المدربين ، وتهمل مشاكل مزمنة بدون تسليط الضوء عليها .. الاتحاد يناى بنفسه دائما عن مسؤولية توفير ملعب للتدريب لمنتخباتنا الوطنية ، وتسّوغ ذلك بقصر اليد ، وتترك المشكلة مفتوحة دون حل ، رغم ان اعداد المنتخبات الوطنية من صلب واجباته ، وملعب التدريب من الاولويات .. والادهى من ذلك ان الحكومة التي تمول نشاطات الاتحاد بمليارات الدنانير سنوياً، لا تفرض عليه بناء ملعب لتدريب المنتخبات في بغداد رغم اهميته ..ملاعب وزارة الشباب والرياضة غير متاحة دائما ، حتى وان تعلق الامر بتدريب المنتخبات الوطنية ..واستثمارملاعب وزارة الشباب لا تزال محل جدل كبير ، اذ يهيمن على ادارات هذه الملاعب مجموعة من الاداريين الهواة غير المتحمسين لدخول عالم الاحتراف الاداري ، و تستحصل ادارات ملاعب وزارة الشباب مبالغ زهيدة جدا من فرق الاندية لقاء اللعب فيها في المنافسات المحلية الرسمية ، فضلا عن ان صيانة هذه الملاعب الحديثة في اضعف مستوى ..واعود الى ملعب التدريب واقول ان تشييده له فائدة حيوية جداً تكمن في انتظام وحسن سير الوحدة التدريبية للمنتخب الوطني بكل فئاته ، و ان الارضية الجيدة للملعب من عوامل نجاح الخطة التدريبية ، فضلا عن ان سلامة اللاعبين مضمونة بنسبة شبة مطلقة .
ورغم ان عدد ضحايا التدريب واللعب فوق الارضيات السيئة ، من اللاعبين ، غير معلوم على وجه الدقة ، لكن الماضي القريب يقول لنا ان اشهر وافضل مهاجمين دوليين في حقبة السبعينيات من القرن الماضي وهما علي كاظم و كاظم وعل ، أجبرا على الاعتزال في وقت مبكر نسبياً من عمرهما الرياضي ، نتيجة الاصابة بالكارتلج ، جراء اللعب فوق ارضيات ملاعب محلية لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة ، ولا تحضرني في هذا المقام اسماء كل اللاعبين الدوليين وغير الدوليين الذين اكرهوا على الاعتزال ، لكن العدد غير قليل على نحو مؤكد . خبراء يجزمون ان اتحاد الكرة بوسعه تشييد ملاعب للتدريب وليس ملعبا واحدا ، تكون تحت تصرف المنتخبات الوطنية في اشهر السنة كلها ، من خلال استقطاع جزء من ميزانيته ، لهذا الغرض .. ولكن في ظل غياب الرغبة الصادقة من قبل الاتحاد ، في توفير المناخ التنظيمي السليم لاعداد المنتخبات الوطنية ، و غياب متابعة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ووزارة الشباب والرياضة ، لعمل الاتحاد ، فان الاخير لا يكترث لمناشدات مدربي المنتخبات الوطنية ، المتضررين من عدم وجود ملعب للتدريب بمواصفات حديثة، لان معظم عمل الاتحاد تم ويتم على سبيل اسقاط الفرض ليس إلا .