الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإدارة بالمشاركة والمفتوحة

بواسطة azzaman

الإدارة بالمشاركة والمفتوحة

حمزة محمود شمخي

 

يعد فكر الادارة من اكثر العلوم الاجتماعية تطورا وتنظيرا منذ ظهوره كفكر موثق بعد ان صاغ رائداه المميزين ( Frederick Taylor)في امريكا و (Henri Fayo) في فرنسا جوانبه النظرية والتطبيقية وارسو معالم المدرسة الكلاسيكية للفكر الاداري لتنهال بعدها التنظيرات المفسرة والداعمة للادارة بسبب دورها في رقي منظمات الاعمال التي تعد ركن من اركان العملية التنموية وسببا في رقي اقتصاد الدول المتقدمة.

ولاهمية الفكر الاداري فقد اهتمت به الدول المتقدمة وأنشات المؤسسات الاكاديمية المتخصصة،حيث إن(أول كلية لإدارة الأعمال على مستوى العالم، هي كلية إدارة الأعمال بأوروبا (ESCP Europe)تأسست عام 1819 وانتشرت فروعها في اغلب الدول الاوربية. بينما كانت كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا أول كلية لإدارة الأعمال في الولايات المتحدة وذاك عام 1881 وعلى نفس الوتيرة، تأسست أعرق كلية فرنسية لإدارة الأعمال HAC في باريس عام 1881 بينما تأسست كلية هارفارد لإدارة الأعمال عام 1908 والتي تأسست بعد عام واحد من إنشاء كلية إدارة الأعمال في المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية المرموقة بفرنسا).

وقد أرست تلك المؤسسات الاكاديمية المرموقة ولازالت قواعد العمل الاداري وأكدت انها علم وفن قيادة الاخرين ،لذلك استنفرت الجهود المبهرة لتضمن للادارة والقائد المدير أساليب يلجا اليها عند الممارسة وترك الاختيار الى من هو في قمة الهرم التنظيمي لاختيار الأسلوب الامثل الذي يتناغم مع قناعته وثقافته الادارية وشكل الهيكل التنظيمي وتحقيق الاهداف.

لذلك قدم الرواد في تنظيرهم الفكري انواع مختلفة من الادارة منها الادارة بالاهداف(مقالتنا السابقة)والادارة بالمشاركة والادارة المفتوحة وهما نوعان نعتقد ان البعض يجهل مضامينهم النظرية والتطبيقة مما حفزنا ذلك ان ندلو بدلو التحليل لنعرض مضامين هذين النوعين من التطبيق الاداري.

والادارة بالمشــــــاركة منــــهج مميز وضـع معالمه عالم الاجتمــــاع (Rensis Li kert) ومضمونها(المشاركة داخل منظمة ما تعني أن يكون للأعضاء المتأثرين أو المرتبطين بقرار ما رأي في صنع هذا القرار) على ان تكون القرارات مرتبطة ببعض المشكلات الادارية أو توزيع مهامها وهذا(يعني اشراك المرؤوسين مع رؤسائهم في قيادة)المنظمة.

مشاركة نظامية

ويحدد البعض ان الادارة بالمشاركة (هي المشاركة النظامية والملموسة للمرؤوسين في المنظمة في عمليات صنع القرارات ) وهي قمة الثقافة الادارية للقائد، وعلى ضوء هذا فان الادارة بالمشاركة تخفف من حدة الصراع بين القائد ومجموعة المرؤوسين داخل هيكل التنظيم. ولضمانها فان الامر يتطلب درجة عالية من الرقي القيادي عند المدير وثقافة إدارية ملهمة وقناعة فنية بالقيادة بالمشاركة وصياغة القرارات،وان تكون لدى المرؤوسين مؤهلات المشاركة مع الادارة في صنع القرارات وتحمل النتائج.

لقد أوجد الفكر الاداري أنماط متعددة للادارة بالمشاركة تتناسب ورؤى قيادة المنظمة منها ان تكون المشاركة مباشرة أو تمثيلية،ففي حالة الإدارة بالمشاركة المباشرة (يكون للعاملين تأثيرهم الشخصي على عملية اتخاذ القرار.في حين أن الإدارة بالمشاركة التمثيلية تعني أن العاملين ينتخبون أو يختارون من يمثلهم من زملائهم) وكلا الاسلوبين لهما تاثير فعال داخل التنظيم.

اما الادارة المفتوحة فهي منهج اداري معاصر وهو ثورة الاعمال القادمة ياخذ بنظر الاعتبار المتغيرات البيئية المعقدة التي تمر وتعيش فيها منظمات الاعمال ،وقد أرسى معالمها Jach Stach في كتابه المميز اللعبة الكبرى للاعمال ( The Great Game Of Business) وتعتمد الإدارة المفتوحة على وضوح(وتاثير الاتصالات المفتوحة في المنظمة)وتركز على( إطلاع العاملين على معلومات المنظمة المالية وتشجيعهم على إقتراح الأفكار والإجراءات التي تحسن من النتائج المالية) وهي وسيلة لتحديث(النظام القيمي والثقافي بما يسمح للادارة بالتحرك بمواردها بالفوز بمركز تنافسي متقدم) وهي تعتمد على (توظيف الطاقات الكامنة في أعماق المرؤوسبن والتي توحي لهم بمزيد من الفكر الخلاق وتطلق دوافعهم نحو الانجاز والتفوق)بعد ان يتوفر المناخ الذي يمكن اعضاء التنظيم لتوليد الافكار المعاصرة التي تضمن التطور.وبهذا الاسلوب فان القائد المدير ملزم بتزويد المرؤوسين بالتقارير المالية التي تعكس الاداء للمنظمة،ولضمان الفهم الصحيح لتحليل التقارير فان الادارة ملزمة عند تبني هذا الاسلوب ان تزيد من الثقافة التحليلية للقوائم المالية عند المرؤوسين وهذا ليس بالسهل الا انه ممكن اذا اقتنع القائد المدير بأهمية التنظيم الذي يقوده.

المهم كيف ينظر قادتنا الادارين الى هذه النماذج المبدعة في إدارة منظماتهم والتي تضمن لهم الرقي في العمل الادراي وثقافة تحقيق الرضا داخل هيكل التنظيم الذي يمارسون فيه شخصيتهم وثقافتهم الادارية،وهل هم قادرون ان يجعلوا منظماتهم مؤهلة لذلك تتسابق مع زمن التطور الرقمي والتحدي المؤسسي الهائل.

 

 


مشاهدات 1011
أضيف 2022/12/26 - 4:40 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 7:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 258 الشهر 7826 الكلي 9369898
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير