القضاء والموقف المهني الأخلاقي
صلاح الدين الجنابي
يروى ان ولد شريح القاضي قال لأبيه ان بيني وبين قوم خصومة فانظر في الأمر فان كان الحق لي خاصمتهم واحتكمنا إليك حتى تحكم لي وان لم يكن لي الحق صالحتهم ولم أخاصمهم ثم قص عليه قصته فقال: شريح إنطلق فخاصمهم، فانطلق الابن اليهم وخاصمهم فمثلوا أمام القاضي، قضى شريح ضد ولده، فقال له ولده لما رجع إلى أهله والله لو لم أتقدم إليك بطلب النصح لم ألمْكَ لقد فضحتني بين الناس، فقال شريح يابني.. والله لأنت أحب إليّ منهم ولكن الله أعزُ عليّ منكَ لقد خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم على مال فتذهب ببعض حقهم.القضاء العادل موقف وكلمة الاول سنة حسنة للأقران و رسالة اطمئنان للمتخاصمين والثانية يتداولها الناس لتجديد ثقتهم وشعورهم بالامان وتَرسخ في اذهانهم عرفاناً ووقاراً وهيبة لتُسطر على صفحات التاريخ باحرف من نور.
# القَضاءُ العادلُ كلمةُ حقٍ اطلاقُها ينصِفُ المظلومَ ويهذبُ سلوكَ الظَّالمِ، وصداهَا رسالةَ اطمئنانٍ لأصحابِ السُّلوكِ القويمِ وتحذيراً للذينَ يحاولونَ مخالفةَ القانونِ.