الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التيّار والإطار..الخلطة والعطّار

بواسطة azzaman

التيّار والإطار..الخلطة والعطّار

 

فاتح عبدالسلام

تحقق‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬التيار‭ ‬والإطار،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬الجلوس‭ ‬حول‭ ‬الطاولة‭ ‬المستديرة‭ ‬أو‭ ‬المربّعة‭ ‬أو‭ ‬المثلّثة‭. ‬أرسل‭ ‬التيار‭ ‬مطلبه‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬معلن‭ ‬متجسداً‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬واجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة،‭ ‬وجاء‭ ‬الجواب‭ ‬الفوري‭ ‬من‭ ‬اقطاب‭ ‬الإطار‭ ‬بالموافقة‭ ‬والتعاطي‭ ‬الإيجابي،‭ ‬كأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬ينتظرون‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬تنزل‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وذهب‭ ‬بعضهم‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬انّ‭ ‬إعادة‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬كانت‭ ‬مطلب‭ ‬قوى‭ ‬الإطار‭ ‬اصلاً،‭ ‬وقد‭ ‬فسح‭ ‬التيار‭ ‬لها‭ ‬تلبية‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسها‭.‬

أليس‭ ‬هذا‭ ‬حواراً‭ ‬بين‭ ‬طرفين؟

دستور‭ ‬البلاد‭ ‬الضعيف‭ ‬والمتخلخل‭ ‬والمطاطي‭ ‬والشبيه‭ ‬ببنود‭ ‬البيانات‭ ‬الحزبية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مواضعه،‭ ‬لا‭ ‬يجيب‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬مدى‭ ‬شرعية‭ ‬إقامة‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى‭ ‬مبكرة‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬وقد‭ ‬يصار‭ ‬الى‭ ‬انتخابات‭ ‬ثالثة‭ ‬مبكرة‭ ‬عندما‭ ‬تتعثر‭ ‬ولادة‭ ‬الحكومة‭ ‬التالية،‭ ‬وهكذا‭ ‬دواليك‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬مادام‭ ‬يوجد‭ ‬طرف‭ ‬او‭ ‬طرفان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬رضا‭ ‬على‭ ‬النتائج‭. ‬ودستورنا‭ ‬العتيد،‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬يسمح‭ ‬لهذا‭ ‬الامر‭ ‬ولسواه‭ ‬بحسب‭ ‬عتاة‭ ‬المفسرين‭ ‬الجاهزين‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬المآزق،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬موازنة‭ ‬البلاد‭ ‬تحتمل‭ ‬صرف‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬لتمويل‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬جديدة،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬مَن‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬تبديد‭ ‬أموال‭ ‬طائلة‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬مقسّمة‭ ‬ثلاثياً‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬ونتائجها‭ ‬العامة‭ ‬واضحة‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬تجري،‭ ‬باستثناء‭ ‬الخلاف‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬داخل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬الأركان‭ ‬الثلاثة‭. ‬والعقدة‭ ‬المتكررة‭ ‬ستكون‭ ‬جاهزة‭ ‬أيضاً‭ ‬وهي‭ ‬رفض‭ ‬حكومة‭ ‬الأغلبية‭.‬

ربّما‭ ‬اقتضى‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مستبعد‭ ‬بُعدَ‭ ‬السماء‭ ‬عن‭ ‬الأرض،‭ ‬أن‭ ‬يتوافر‭ ‬على‭ ‬تثبيت‭ ‬نص‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬كأساس‭ ‬دستوري‭ ‬وجعل‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬حالة‭ ‬استثنائية‭ ‬تنتظر‭ ‬استقرار‭ ‬أوضاع‭ ‬البلد‭. ‬لا‭ ‬عجب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالأمور‭ ‬تستقيم‭ ‬غالباً‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قلبها‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وحينها‭ ‬فقط‭ ‬تنبسط‭ ‬أسارير‭ ‬جميع‭ ‬الضالعين‭ ‬والراسخين‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬المتداول‭ ‬ابتهاجاً‭ ‬بها‭.‬

من‭ ‬اين‭ ‬جاءت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬انّ‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬الجديدة‭ ‬ستأتي‭ ‬بوجوه‭ ‬غير‭ ‬فاسدة،‭ ‬مادامت‭ ‬هذه‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬سبقتها‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬نفس

القوى‭ ‬والزعامات؟

ماذا‭ ‬جنى‭ ‬العراقيون‭ ‬من‭ ‬المبكرة‭ ‬الأولى‭ ‬لكي‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة؟‭ ‬مَن‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعطي‭ ‬غطاء‭ ‬الشرعية‭ ‬للفاسدين‭ ‬المقصودين‭ ‬حصرا‭ ‬في‭ ‬تلميحات‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬سوى‭ ‬الانتخابات؟‭ ‬فهل‭ ‬توجد‭ ‬ضمانات‭ ‬او‭ ‬خلطة‭ ‬سحرية‭ ‬للخروج‭ ‬بانتخابات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬النواحي؟

‭ ‬وهل‭ ‬يتخلّى‭ ‬الفاسدون‭ ‬أصحاب‭ ‬الكراسي‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬المبكرة‭ ‬المقبلة‭ ‬بسهولة،‭ ‬وقد‭ ‬صرفوا‭ ‬الملايين‭ ‬حتى‭ ‬وصلوا‭ ‬لمقاعدهم‭ ‬ولم‭ ‬يتسنَ‭ ‬لهم‭ ‬جني‭ ‬تعويض‭ ‬ما‭ ‬صرفوه،‭ ‬كما‭ ‬اعتادوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة؟

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 749
أضيف 2022/08/06 - 3:23 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 5:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 238 الشهر 9362 الكلي 10052506
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير