الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوزير ومعايير الكفاءة والمهنية

بواسطة azzaman

الوزير ومعايير الكفاءة والمهنية

موسى عبد شوجة

 

المعيار .. هو ما يقاس به الشيء كالميزان، ويختار ويقيم على ضوئه، وكلمة كفاءة بأنها الجدارة والقدرة العلمية والمهنية والأخلاقية على حد سواء..ولو نمحص مضمون هذه الأطر  فأننا نستحضر  الآية الكريمة  التي تتوحد خلالها مغزى المفردات أعلاه  من سورة القصص الآيه  26(( إن خير من استأجرت القوي الأمين )) .ومما لا شك فيه  ،  أن الوزير هو رأس الهرم في وزارته،

ولو نقف برهة لتحليل ومعرفة ماهية ودلالة مفردة  كلمة الوزير ومن أين انحدرت هذه المفردة ،لشخّصنا أنها انبثقت من  وزر   وهي تعني الحمل الثقيل  والشاق،  كما وانها تشير كذلك  الى الأزر، وهو الظهر …وعلىأيةصورة او دلالة فان   الوزير  هي مهمة وظيفية قيادية تقع على رأس الهرم التنظيمي المؤسسي لها واجبات وعليها مسؤوليات ولها مواصفات وحزمة مهارات تنسجم  وتتناظر بمهام  المنصب وان طليعة متطلبات هذا المنصب هي الكفاءة

وأود  ان اذكر  هنا ان الكفاءة.. تعني المهنية في أعلى مستوياتها، اي يجب ان يكون الوزير متخصصا، ومشهودا له بالكفاءة  وما تعنيه المهنية من سمات وإشارات .

و أن يتصف من يستأزر  بالروح الوطنية  بمعنى ان يكون متمتعا بالولاء والانتماء للعراق الحبيب وليست لديه أي توجهات تحسب عليه، وتضعه في فئة ضد فئة اوكتله ضد كتله.

ناهيك ان يكون  متمرساً في العمل العام.. اي لديه رصيد عند المواطنين، وأبناء شعبه وموظفيه  بان يكون   عباره عن مشروع للايثار والتضحية.. ومستعداً   للسعي والبذل خدمة للعراق وشعبه

فالوزير الكفء في عمله  هو من يكون واجهة لوزارته.. ولوطنه وأبناء شعبه

بما يحمل  من عتيد المواصفات  بقدر عال من المهارات الاجتماعية، وأساليب التعامل مع المواطنين،علاوة على ان  يكن قادر على كسب ثقة تابعيه، ومنتسبيه .

كتل سياسية

فهو من تجسدت شخصيته بخصال  راقية، يتسم بأنتقاء   واتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات التي تتطلب منه  ذلك.غير ابه بمؤثرات الكتل السياسية  ومساجلاتها المتشابكة وبرامجيات الاحزاب..واتجاهاتها ،   فهو غير منضوياً  او محسوبا على حزب سياسي حتى لا يجور على الآخرين انطلاقا من انتماءاته الحزبية التي تفسد عمله، وتقلل من قدرته على التفاعل مع الآخرين.

وقد لاحظنا ذلك جلياً  وعن دراية ومتابعة متواصلة  لما يمثله وزير التعليم العالي والبحث العلمي  الأستاذ الدكتور نبيل عبد الصاحب من موسوعة   علمية وفكرية  تبلورت معطياته بمستوى  الثقافة والاطلاع، باعتباره واجهة لمؤسسة علمية كوزارة التعليم العراقية   سجلت دورها البارز في الوطن العربي والمنطقة منذ تباشير التدرج والرقي العلمي والتقني  المشهود منذ باكورة القرن الماضي إذ تعتبر  من طلائع المؤسسات العلميه العربية التي احتضنت الأساتذة والطلاب العرب والأجانب لتلك الحقبة الزمنية ،   فهي محجة وقبلة روادها وطلابها الباحثين عن ناصية   العلم والمعرفة  فهي مصنع العلماء ورجالات مستقبل الوطن وغراسه الواعدة.  فكيف تكون هذه المؤسسة العلمية  اذا  كان من يمسك لجامها  هو أحد علمائها الذي له بصمة على منابرها العلمية والبحثيه .ولو نستحضر ما نعرفه عن هذه القامة العلميه لنجد في كينونتة  المرونة واللياقه  بعيدا كل البعد عن التصلب والبيروقراطية والجمود الوظيفي.

قوي الشخصية، ولديه قدرة فائقة على حل المشكلات واتخاذ القرار. ولعل ما استوقف ادراكنا ان  في مناسبات عديده  شاهدته كان يحرص كل الحرص على حل المشاكل التي يواجهها  أساتذة الجامعات وطلابها  ليكون جزءا من حلها وسبيل لحلحلة  عقدها الشائكه. بما يمتلكه من طاقة هائله تغذي قنوات مثابرته وصبره، وحلمه الشاسع ، ليكون بوابة مشرعه  لحل اختناق تراكم المشكلات التي تواجه مؤسساته،وجامعاته وتشكيلاتها  وما يخص وزارته. تحسسنا انه منحدرا من التكنو قراط  بمعنى  ملما بمهام وزارته وله سابق خبرة ودراية في العمل فيها.

وان من يتقلد  مهام الوزير  عليه ان يتسم  بالوقار والهيبة حتي يكون وزيراا ناجحا ومؤثرا. بما تمنح تلك الخصال له   القدرة الفاعلة  على التواصل الوثيق بين المواطنين بما يقوي أواصر الثقة والإيمان بعدالته ومساواته.وتوجهاته لخدمة مواطنيه.

ان الصفات والخصال التى يجب أن يتمتع بها الوزير هي خصال لازمة وضامنه  لنجاح وزارته وجامعاتها ومؤسساتها  لتكون معراجا وسلّماً للتطور والارتقاء ..والعطاء. وان هذا المقال  أستحضر في كياني واحساسي  ما يختلج في وجدان كل أكاديمي مضى جل عمره في الخدمة الجامعية   وهو شارف على العقد السادس من عمره الوظيفي ..سيما وأن  يتطلع   بان تكون وزارته ووزيرها  هو نافذته المطله لمشاهدة ومعاينة اماله وطموحاته  وهي تزخر بنداوة الطلع الابيض والرحيق المنبلج  ليثلج صدره المتخم بأدران الحياة وسقمها اللاهب  فكيف وان يكن لقاؤه  مع وزير خلع  كل مسوغات ووشاح  المنصب وزخرفه وتجرد من مخاطبته ( بالمعالي او سيادة الوزير)  ليسمح بالتخاطب بكنية اللقب العلمي  (دكتور)  مما  قادني على إعادة النظر  في  ملامح الصورة التي انطبعت في ذاكرتي وذاكرة اكثر الاساتذه والاكادميين  عن صفات من استأزر  وزارة التعليم العالي في خضم الحكومات المتوالية  اذ اننا  أدركنا مازال  هناك  خيرا، ورجال خير  وإنما  هي  هذه الحياة تمضي  وتندثر  ((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)) وتبقى الباقيات الصالحات…فهي  سمات الناموس الرباني  الذي  تتدوالها  الايام والدهور.لذا عندما يكن التواضع والمهنية  أكثر انطباعا وتجليا  لمسؤول  فأنه قد اقترن معياره بعلامة النجاح والتفوّق وأدّى الأمانة التي على عاتقه،  وتجسدت تلكم الخصال  كمنجزاتٍ حقيقية واقعية  تشهد له أمام الله تعالى  ويشهد له العراق وشعبه . بديباجة  الوفاء بأداء مهامه ومسؤوليته الموكلة ، فتنبلج له مكامن  زخارف السداد والتوفيق  لتكسو بسرمدها اللامع  على سيرته وذكره ومنجزاته. فالتواضع سمة حميدة في الخلق وديننا الاسلامي يحثنا على التواضع. قال تعالى: { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } والرسول – صلى الله عليه وآله  أكد : (من تواضع لله رفعه)، ويقول الرسول – صلى الله عليه و آله  – (ابتسامك في وجه أخيك المسلم صدقة)، فالإنسان مهما بلغ رفعة وشأناً في الحياة الدنيا، فإن مرده إلى يوم يتساوى فيه الحاكم والمحكوم والغني والفقير والصغير والكبير؛ يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، والتواضع يأتي أكثر وقعاً وتقديراً في النفوس إذا جاء من شخص يتبوأ منصباً أو جاهاً، وقد رأيت هذه الصفة الحميدة والموقف  الذي يبث الأمل في النفوس  لوزير التعليم العالي والبحث العلمي د.نبيل عبد الصاحب عندما ألتقينا به في مكتبه وهو قد منح جل وقته لسماع  ما يطرحه الاساتيذ والطلبه.اذ نأمل أن تكون هذه الصفة مشهوده للوزراء الآخرين.

 

 


مشاهدات 906
أضيف 2022/06/28 - 12:21 AM
آخر تحديث 2024/06/27 - 6:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 43 الشهر 43 الكلي 9362115
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير