مضمار الجوائز
عبد المنعم حمندي
ظاهرة الجوائز العربية وما يثارحولها من أسئلة شائكة ، عن رمزيتها ، وعن قيمتها المالية ، وعن لجان القراءة والجهات الراعية لها وخلفياتها السياسية ومآربها .. قضيةٌ جديرةٌ بالنظر والتحليل ، ونسأل : هل هي ظاهرة إيجابية ، أم لها أهداف خفية ؟ خاصة تلك التي تصدر عن مؤسسات وأشخاص لا يمثلون سوى أنفسهم ، ويـتـوخون إسناد الإبداع في سـياق مضاد لحرية الخلق والتعـبـير.
ولكن الملفت للنظر استغلالها من الذين يحسنون تسويق أنفسهم إعلاميا ويقيمون علاقات متشابكة مع مؤسسات وشخصيات تحت مسوغات مختلفة لتلميعهم في محافل ومهرجانات عربية أو دولية ، وهم يعرفون جيداً أن حضورهم ليس دلالة على تميز ابداعهم ويعلمون أن العمل المشترك في هذه المسابقة أو تلك لا يتوفر على النواحي الفنية والجمالية بل هناك مصالح سياسية ومقاييس تدفع بالأثر الفني وصاحبه إلى الانتشار وتتحكم بها مؤسسات شبه ثقافية مرتبطة بمنظومات مخابراتية توجه تلك المؤسسات ببرامجها في تلميع من تشاء وتستدرج مواهب طالعة وتصنّع إمكانات وقدرات تختارها بعد ترقب وتدريب واختبار ، ليس في الأدب والفن فحسب بل في كل صنوف الجماليات والفكر والإبداع!
ولا شك أن المبدعين والمفكرين الجيدين هم في حاجة إلى جوائز تتيح لهم الاستـمرار في الإنتـاج.
أما مسألة تنظيم هذه المسابقات ومنح الجوائز فهي تـحتاج إلى مراجعة. والأفضل أن تسلك الجهات المشجعة للأدب والفن والمعرفة الطريق المتبع في بعض الجوائز الأدبية والثقافية العالمية التي تعتمد على لجنة تحكيم قـادرّة، مكونة من أعضاء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، ويكون من حق الجمهور أن يتدخل بملاحظاته وتقييماته بعد إعلان النتائج..
لكن الأهم، هو أن تحدد الجهات الراعية للجوائز أهدافها واشـتـراطاتها ليكون المرشحون على بـيـّنـة من اختياراتهم.