الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مضمار الجوائز‮ ‬

بواسطة azzaman

مضمار الجوائز‮ ‬

عبد المنعم حمندي‮ ‬

ظاهرة الجوائز‮  ‬العربية وما‮ ‬يثارحولها من أسئلة شائكة‮ ‬،‮ ‬عن رمزيتها‮ ‬،‮ ‬وعن‮  ‬قيمتها المالية‮ ‬،‮ ‬وعن لجان القراءة والجهات الراعية لها‮   ‬وخلفياتها‮  ‬السياسية‮  ‬ومآربها‮ .. ‬قضيةٌ‮ ‬جديرةٌ‮ ‬بالنظر والتحليل‮  ‬،‮ ‬ونسأل‮ : ‬هل هي‮ ‬ظاهرة إيجابية‮  ‬،‮ ‬أم لها أهداف خفية ؟‮  ‬خاصة تلك التي‮ ‬تصدر عن مؤسسات وأشخاص لا‮ ‬يمثلون سوى أنفسهم‮  ‬،‮ ‬ويـتـوخون إسناد الإبداع في‮ ‬سـياق مضاد لحرية الخلق والتعـبـير‮. ‬
ولكن الملفت للنظر استغلالها‮  ‬من الذين‮ ‬يحسنون تسويق أنفسهم إعلاميا ويقيمون علاقات‮  ‬متشابكة‮  ‬مع مؤسسات وشخصيات تحت مسوغات مختلفة‮  ‬لتلميعهم‮  ‬في‮ ‬محافل ومهرجانات عربية أو دولية‮ ‬،‮ ‬وهم‮  ‬يعرفون جيداً‮ ‬أن حضورهم ليس دلالة على تميز ابداعهم ويعلمون أن العمل المشترك في‮ ‬هذه المسابقة‮  ‬أو تلك لا‮ ‬يتوفر على النواحي‮ ‬الفنية والجمالية بل هناك مصالح سياسية ومقاييس تدفع بالأثر الفني‮ ‬وصاحبه إلى الانتشار وتتحكم بها مؤسسات شبه‮  ‬ثقافية مرتبطة بمنظومات مخابراتية توجه تلك المؤسسات ببرامجها في‮ ‬تلميع من تشاء وتستدرج مواهب طالعة وتصنّع إمكانات وقدرات تختارها بعد ترقب وتدريب واختبار‮ ‬،‮ ‬ليس في‮ ‬الأدب والفن فحسب بل في‮ ‬كل صنوف الجماليات والفكر والإبداع‮!‬
ولا شك أن المبدعين والمفكرين الجيدين هم في‮ ‬حاجة إلى جوائز تتيح لهم الاستـمرار في‮ ‬الإنتـاج‮. ‬
أما مسألة تنظيم هذه المسابقات ومنح الجوائز فهي‮ ‬تـحتاج إلى مراجعة‮. ‬والأفضل أن تسلك الجهات المشجعة للأدب والفن‮  ‬والمعرفة الطريق المتبع في‮ ‬بعض الجوائز الأدبية‮  ‬والثقافية العالمية التي‮ ‬تعتمد على لجنة تحكيم قـادرّة،‮ ‬مكونة من أعضاء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة،‮ ‬ويكون من حق الجمهور أن‮ ‬يتدخل بملاحظاته وتقييماته بعد إعلان النتائج‮..‬
‮ ‬لكن الأهم،‮ ‬هو أن تحدد الجهات الراعية للجوائز أهدافها واشـتـراطاتها ليكون المرشحون على بـيـّنـة من اختياراتهم‮.‬


 


مشاهدات 717
أضيف 2021/11/08 - 10:46 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 11:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 44 الشهر 9962 الكلي 10053106
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير