أيها العالم .. نصفنا يحترق ومثله ينسحق
ياسر الوزني
مصائب تزداد ثخناً وغلظة،شعباً بأسره يريد أن يعيش على مائدة الأوطان دون موائد الأحسان ،شعب يروي موته والموت هو الراوي ، يضحك من بكائه ويبكي مر الأنين ، في اليقظة صامت وفي منامه والأحلام ،ينتظر ضوئاً باهت يتسرب الى عينيه ، أغمض جفونه على فكرة طال شرحها وأفضى الشرح الى فكرة أخرى،مشاعره يكتبها في الطرقات وأوراقه رماها في الخلوات،رجال في(المسطر) ينظرون الى المدينة والأشجاروالنساء والمظاهرات،هم في الحقيقة يبحثون عن بضع دريهمات،في المخيلة والعقول أفكار،متى ينتهي النحيب والعزاء؟ كل الأشياء التي أحببناها تنتهي بالبكاء،نحن محشورين في مضائق وشعاب القلق ولاندري هل هو شرطا مسبقاً للبقاء، في هذا البلد الذي لايحمل أسماً غير الموت فوضى دموية وأطلالة ظلامية ،فمن شمولية ودكتاتورية الى ديمقراطية جهنمية ،خلافات كالقيح أكثرعنفاُ مما مضى،هي أعراض لتصدعات أكبر وأعمق ،هي (الجلجلة) بعينها ،فهذا يؤنب وذاك يحذر، لكن الغاية ليس أنا وأنت أوالعراق ،هي حلم الأغنياء في البقاء وتقديم الوعود للفقراء على أنهم سيرثون الأرض والسماء ، مشهد صادم أنك ترى خزائن ومجازرمفتوحة على حد سواء،نطلب أشياء فتأتي غيرها أسوء فتكاً وأشد أمراً،بصراحة هوأمرخارج العقل و التفسير،لكن متى ينتهي الضحك والنفاق والأبتزاز ،والأهم منه متى سيطفأون النار والحريق ؟ألايفهم البعض من هؤلاء أن أنوفهم من خشب ،ومن كان (أنفه من خشب ألا يستهين بالفوؤس).