الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسالة إلى الروائي العراقي.. هل يكتمل هرم الواقعية السحرية بترجمة ثلاثة نمور حزينة؟

بواسطة azzaman

رسالة إلى الروائي العراقي.. هل يكتمل هرم الواقعية السحرية بترجمة ثلاثة نمور حزينة؟

بغداد - نوزاد حسن

صدرت في بغداد رواية ثلاثة نمور حزينة للروائي والناقد الكوبي غييرمو كابريرا انفانته قام بترجمتها الدكتور بسام البزاز وهي اول ترجمة عربية لهذه الرواية,وبهذا يمكن القول ان هرم الواقعية السحرية قد اضيف له عمل ساحر يقوم على التجريب السردي,وتحطيم الشكل الروائي الى الحد الذي تبدو معه رواية ثلاثة نمور حزينة بلا هوية سردية لو جاز لنا القول.يقول المترجم بسام البزاز في مقدمته عن هذا العمل الاشكالي"على ان مؤلف "ثلاثة نمور حزينة"تجاوز في انقلابه كل انقلاب,وتخطى في تجديده كل حدود البوووم,فالمؤلف اولا لا يرى للرواية اكتمالا وتماما,فقد بدا القصة بفصل كتبه عام 1961من وحي مختلف وعنوان اخر.وانتهى بفصل اخر وعناوين اخرى امتدت على مدى سنوات حتى استقر العمل عام 1968 على ما هو عليه في الطبعة الكاملة التي اعتمدناها,والتي يشير فيها الى انها تضم ما حذفه مقص الرقيب منها عام 1967"

  ويضيف المترجم"ومن قال ان النمور الحزينة الثلاثة رواية؟النقاد يصفونها بانها رواية مجزأة وانها رواية كولاج,أما المؤلف فينفي عنها صفة الرواية.

  من جهته يضعنا كابريرا في مواجهة مباشرة مع عاصفة روايته حين يعلن ان"اتمنى ان ينظر القاريء الى الكتاب على انه مزحة كبيرة مكتوبة مزحة تقع في 500 صفحة"

  ويضيف مؤلف الرواية قائلا:"الكتابة عندي لعب حتى الكتابة التي يدعونها جادة.اللعب بالكلمات يولد كلمات يعتمد معناها على طريقة اللعب,ولكل لاعب ان يرتب حركاتها واوضاعها"

   الرواية اذن تلهو وتلعب بالكلمات وهذا هو رأي النقاد في مجموعة من احكامهم النقدية التي ادرجها المترجم في مقدمته منها:ثلاثة نمور حزينة تحطيم للابداع او جنون اللغة او ثلاثة نمور حزينة مهرجان اللغةاو لعبة لغوية اسمها بوسترفيدون وهو اسم لبطل يتلاعب باللغة الى درجة الجنون.وليختر القاريء من شاء من هذه التوصيفات التي قد يراها القاريء مدحا في حق هذا العمل الهائل.

  قسم الروائي عمله الى ثمانية عناوين رئيسة تتخللها عناوين فرعية لا رابط بينها.وان كان ابطال الرواية الاربعة يروون تجاربهم باسلوب ينطبق عليه تسمية الرواية بأنها رواية متعددة الاصوات.فهؤلاء الابطال وهو سلفستري الكاتب,وارسنو كوي,الممثل التلفزيوني,كوداك المصور واريبو عازف الطبلة يسردون في حيادية تامة تجربتهم ومشاهداتهم دون تدخل المؤلف.كما ان هناك بطلة تروي احلامها طوال الرواية في مشاهد مرقمة.ولكي يسقط الشكل الروائي تماما يقوم المؤلف بسرد بليغ جدا عن مقتل تروتسكي من خلال سبعة كتاب كوبيين يستحضر المؤلف اساليبهم ,وكأنه يحضر ارواحهم فنسمع روايتهم لمقتل تروتسكي.ويظهر لنا اسلوب تعددية الاصوات الروائية هنا ايضاز

   تبدأ الرواية في اخر عناوينها المسمى "بالنزهة" باضفاء جو من التماسك والوضوح لا نجده في الصفحات السابقة حين يقوم سلفستري بالحديث ومناقشة ارسينو كوي وهو يقود سيارته ويتجولان في هافانا.

  كيف سيفهم الفاريء هذا العمل؟هل من الممكن وصف رواية ما على انها رواية مفككة او مجزأة؟والاهم من هذين السؤالين هل يجوز ان نمر بكلام الروائي الكوبي حين يؤكد في اكثر من موضع من روايته انه يريد ان يبعد الميتافيزيقا عن الواقع؟

  ترى كيف سنفهم هذا الكلام,وهل نعي جيدا معنى فصل الميتافيزيقا عن الواقع.؟اظن ان هذه الرواية رسالة الى الروائي العراقي,والعربي في وقت واحد.

 

 

 


مشاهدات 1401
أضيف 2020/12/12 - 4:20 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 4:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 261 الشهر 9732 الكلي 10052876
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير