زرت أسد بابل وإكتشفت..
علي كاظم
في الصف الرابع الأبتدائي ذهبت مع مدرستي في سفرة سياحية لمدينة بابل الأثرية حيث كان في ذلك الوقت اكثر المدارس لديها سفرتين خلال العام الدراسي وفي الأغلب تكون السفرات ( لآثار بابل . الصدور . عكركوف . ملوية سامراء .. سلمان باك . مدينة الألعاب . مكتبة الطفل ) ...السعادة لا توصف وانا سأشاهد لأول مرة أسد بابل الذي طالما تفاخر به العراقيين عقود من الزمن ,,, كنت سعيدا وفرحا لأني سأرى " شارع الموكب ومسلة حمورابي والجنائن المعلقة وبوابة عشتار" وغيرها من أثار بابل التي أصبحت حديث الدنيا وشاغلة الناس بالاضافة الى ملكها حمواربي والملك نبوخذنصر الذي جلب اليهود أسرى الى بابل كما كنا نقرأ في كتب التاريخ,,,, الساعة الثامنة صباحا أنطلقت 3 سيارات باص كبيرة من امام مدرستنا (( الكنوز)) لا أتذكر نوعها ولكني أتذكر أننا كنا نغني للسائق ( هذا سائقنا الورد هسه يرجعنه ويرد ) أو نحفزه ونقول له ( دوس دوس يا أبو سعدية خلي الكًير على مية ) ولحد الان لا اعرف لماذا نطلق على السائق أسم ( أبو سعدية ) وهو أسمه ( حجي محمد ) لا اعرف السبب ولكني مازالت أتذكر هذه الأهزوجة ,,,, بعد ساعةونصف أو اكثر أو أقل وصلنا الى مدينة بابل الأثرية ,,, ونزلنا مسرعين وفرحين الى اثار بابل التي طالما سمعنا عنها من أباءنا ومعلمينا في المدرسة ,, كان أسد بابل هو مقصدي فأنا أحب الاسد الذي يمثل رمز القوة والشجاعة ,, وهو ملك الغابة الذي تهيبه جميع الحيوانات وتطيع أوامره كأنه يذكرك بأي دكتاتور عربي في القرن الواحد والعشرين عندما يصبح كالأسد على شعبه والجميع يصفق له في الحق وفي الباطل ولو ان كل أعمالهم ظلم وباطل ....
أول شي قمت به هو ألتقطت صورة مع الأسد لكي أشعر باني قوي مثله أو أستمد القوة منه وكم كانت المفاجأة وخيبة الأمل عندما تحدث بعدها معلم التاريخ بعد أن جمع الطلاب وهو يقول أن أكثر الأثار سرقت الى خارج العراق وموجودة في متحف االلوفر في باريس أو في متحف لندن ,,, وقال الكثير من هذه الأثار غير أصلية وبدون وعي قلت له استاذ يعني هذا مو الأسد الأصلي !! نعم ليس الأصلي !!! انقهرت حتى واهس للسفرة لم يكن قبل ان أسمع هذا الكلام أذن أغلب آثارنا تايوان ,,, شرح لنا معلم التاريخ بأن أسد بابل عثر عليه في مدينة بابل من قبل بعثة أثرية ألمانية ويرجح أن الملك نبوخذنصر الثاني هو الذي أمر بصنع أسد بابل حتى يدل على قوة مملكته في ذلك الوقت ,,,وعندما جاء الاحتلال والحواسم تم سرقة ماتبقى من الاثار وقسم تم تهريبه عن طريق المهربين خارج الحدود وحتى اثار المتحف العراقي سرقت بوضح النهار أيام الاحتلال ,,,,,
أطلق على منتخبنا الوطني اسود الرافدين تيمننا بأسد بابل ولكنهم منذ فوزنا ببطولة أسيا عام 2007 لم يكونوا اسود مطلقا في كل البطولات التي شاركوا فيها ,,, بل وحتى لم يشبهوا أسد بابل الموجود بالقرب من ساحة المتحف القريب أيضا من أعدادية الوثبة وهو تمثال رمزي للاسد ليذكر أهل بغداد ,, بان أسدنا مازل قوي وليس مريض أو ضعيف ,,,,,
وفي طريق العودة الى بغداد ونحن في الباصات كنا نشعر بالمتعة والسعادة ونغني للسائق السيارة (هذا سائقنا الورد هسه يوصلنا ويرد )