زلزال الحياة
ثامر مراد
في بحر العمر، أبحر بمركب ممزق الأشرعة وقلب مجروح. أمضي بين أمواج غاضبة وعواصف لا تهدأ، بلا نجمة ترشدني ولا شمس تمنحني الأمل. كل ما يحيط بي هو ريح تعصف وصمت يحمل في طياته دعاء خفي.ذات يوم، كنت أملك مركبًا من الأمل وأحلامًا تحلق فوق الجبال، لكن زلزال الحياة ضربني بقسوة، وأخذ مني كل ما أملك، تاركًا إياي في بحر من المحال. في كل ميناء، أودّع ذكرياتي وأترك وراءي أحبة وابتسامات، كأن الحياة لا تمنح إلا لتأخذ. رغم النزف الذي طوّق قلبي وجراح الحرمان التي أثقلته، لا يزال داخلي بصيص رجاء. قلبي الذي تحطّم على صخور الواقع، ما زال ينبض بحلم العودة، وكأن نبضاته تشق طريقًا في الظلام. لن أنحني لرياح اليأس، ولن أستسلم لظلمة المجهول. سأبني أشرعة جديدة من الأحلام والأماني، وسأبحر صوب النور المخفي خلف الأزمان. فالحياة، مهما أثقلت كاهلي، تستحق أن تُعاش، حتى ولو بجرح عميق. ورغم أن الشاطئ يبدو بعيدًا والرحلة طويلة، إلا أن قلبي لا يزال يحمل أصالة الحب ونقاء الأمل. وإن عاد النور ذات يوم وأشرقت الحياة من جديد، سأكون أنا من يعيد كتابة الحكايات، حكايات صمودي، وأشرعتي التي تعلمت مقاومة الريح.هكذا، أبحرُ في هذا البحر بلا خوف، لأن الأمل في داخلي لا يهدأ، ولأن الصبح، مهما تأخر، لا بد أن يلوح.