الأسد والفرص الضائعة
حمدي العطار
النظام الدكتاتوري في سوريا لا يتحكم فيه الرئيس فقط بل هو منظومة متكاملة اقتصادية ومصالح ونفوذ وكيان سياسي.
بعد رحيل الأسد الأب كان الشعب السوري ان بتقبل وريثه الأسد الابن بشار لو استغل الفرصة وتوجه نحو إصلاح النظام وتخليصه من النظام البوليسي وهو قد وعد شعبيه بالتغيير والاصلاح لكنه لم يمض بالاصلاح الا شهرين ليعيد نسخة حكم الأسد الأب! وفي مرحلة الربيع العربي كانت حادث بسيطة لمجموعة من الفتيان الصغار كتبوا على الحائط « الك الدور يا دكتور» ويقصدون د. بشار الأسد! وتصرف محافظ درعة والاجهزة الأمنية بمنتهى القسوة مع هؤلاء الفتية وتم اعتقالهم وعند مراجعة اهاليهم لدوائر الامن قالوا لهم « انسوا اولادكم ورحوا خلفوا غيرهم»! بهذا المنطق يتعامل النظام مع المواطنين ! وكان يمكن ان يستفاد الأسد هذه الفرصة ويعاقب أجهزته الأمنية ويمضي بفرصة الاصلاح لتجنب ويلات الحرب السورية القاسية ولكنه لم يفعل!
فكان رحيله السريع عن سوريا ليس يوما حزينا بل الناس يشعرون بالفرح والسعادة.
امام الشعب السوري فرصة لتجاوز المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر سوريا وما سوف يحدث فيها قد لا يكون مثلما حدث في العراق وليبيا لسببين :
الأول: سوريا ليس فيها نفط مثل العراق وليبيا
ثانيا: لم يسقط النظام بتدخل مباشر من جيوش اجنبية.
ليس هناك مجال للفرصة الضائعة!
نتمنى للشعب السوري ان يتجاوز محنته وهو يستحق حياة سياسية مستقرة ووضع اقتصادي مقبول.