هيثَم يوسف
شهد عبد الكريم
لَم تَكُن أيامي قَط أياماً عاديةً بل كانت جميعها مليئة بالبهاء سواءً كان الذي أختلقهُ لأستشعر طعم الحياة أو المخفي بين طيّات التفاصيل والضّحكات والطُّرقات وبما أنّني اُبرّرُ كُل شيء اقوله فأنني لا أقلل من شأن ايامنا الروتينيةِ بل أظنها من نعم الله عليّ ولكنّ اليوم كان عادياً بطريقة باهتة كبَهتان اللون الأصفر في أوراق الخريف وما زالَ الوقتُ مُبكراً على الخريف أنا في الواحد والعشرون ربيعاً . وبعد إمضاء العشرين عاماً الماضية بمُخاصمة جميع اعيادِ ميلادي فإنني أعلنتُ الهُدنة في هذا العام وجعلتهُ أكثرهم إزدهاراً . يتدفّقُ إلى مسمعي الذي أكره الحان هيثم يوسف بينما شمس الغروب الذهبية في أولِ أيام الصيف تتغلغل في عيني ( حرت والحيرتني انته ,ضعت و الضيعتني انته) و أعلم جيداً أن هيثم يقصد معنى آخر فَ هو يلوم الحبيبةَ ، لكنني شعرت بالضّياع بغتةً ! على حين غرّة داهَمتني الأفكار و إجتاحَت الحيرةُ رُوحي وتفكيري .. ثُم بدأت اُدندن بأصواتٍ داخل عقلي كي لا يظُن العاشقون بأنني مثلهم ( ضعت والضيعتني انتاه حرت والحيرتني انته ) ألوم طريقي ! لكنني سهوتُ وتذكرتُ أنني أنا من اختار هذه الرحلة ثُم إنقطعَت جميعُ الاصوات وإختفى صوت هيثم الشّاجن و أخيراً من مسامعي و زادَ كُرهي للحُزنِ الذي في صوتهِ وكيفَ جعلني لوهلةٍ أنسى من أنا أو أنسى من أكون .