مؤتمر التحديات والآفاق

محمد بهجت ثامر

عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP29) هذا العام في باكو، على خلفية الأحداث المناخية القاسية التي شهدتها جميع أنحاء العالم، اذ أدى تغيُّر المناخ الذي يسببه الإنسان إلى أن تصبح عَشر ظواهر مناخية من التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين “أكثر حدة وفتكاً”، وفق دراسة تحليلية جديدة أعدتها الأمم المتحدة، اذ حطمت الفيضانات الأرقام القياسية في إسبانيا وكانت الأعنف من (70) عاماً كذلك العواصف العنيفة التي حدثت في فلوريدا وحرائق الغابات في أمريكا الجنوبية، ما هي الا أمثلة قليلة على الظواهر الجوية المتطرفة التي تتسارع وتتكثف في جميع أنحاء العالم، الامر الذي أدى الى تدخلاً اممياً، وعلى الرغم من ان (COP28) والذي عقد العام الماضي في دبي اكد بموافقة الدول الاعضاء للمرة الأولى على “التحول بعيداً من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة” لكن منذ ذلك الحين استمر استخدام الوقود الأحفوري ومبيعات التصدير في الزيادة على مستوى العالم، كما تمت الموافقة على إنتاج النفط والغاز من مناطق جديدة من دول العالم مع عدم اتخاذ الدول والشركات موقفاً واضحاً في شأن وقف استخدام الفحم والنفط والغاز، لذا على الدول الاعضاء في (COP29)وضع جداول زمنية أو لهجة أقوى حيال الوقود الأحفوري، اذ أدت الفيضانات المدمرة والعواصف الشديدة والجفاف الى خسائر بشرية ومالية قدرت بترليون دولار سنوياً وعانت الدول المتضررة في تحمل كلف الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، لذلك لابد من جمع الاموال من الدول الغنية من خلال صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار الذي أنشِئ بعد (COP27) لتعويض الدول الفقيرة المتضررة، وزيادة القدرات من الطاقة المتجددة، لتخفيف الطلب على الوقود الأحفوري، مع اعطاء الضوء الأخضر لمعايير جودة أرصدة الكربون الضرورية لتدشين سوق كربون عالمية مدعومة من الأمم المتحدة لتمويل مشروعات خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ان هذه الإجراءات ممكن ان تكون اصلاحاً شاملاً لضمان استقرار الكوكب وجعله صالح للعيش البشري مستقبلاً.