العراق، ما بين التوازن الإقليمي والتحديات المستقبلية
مروان صباح الدانوك
في ظل التحولات السياسية الأخيرة، يعود الحديث مجددًا عن دور العراق كلاعب إقليمي يوازن بين المصالح المتضاربة للقوى الكبرى. ومن هنا، يبرز اسم عادل عبد المهدي كخيار تشير التسريبات إلى أنه نابع من تفاهمات داخلية وخارجية تعكس رؤية جديدة للمرحلة المقبلة.
ان اختيار عادل عبد المهدي ودلالاته يشير اختيار عبد المهدي إلى تفضيل الولايات المتحدة شخصية مقبولة داخل البيت الشيعي العراقي، ما يؤكد وجود تفاهمات عميقة بين بعض القوى الشيعية وواشنطن. هذا الاختيار يعزز فكرة أن العراق يسير باتجاه لعب دور متوازن بين المحاور الدولية، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران.
ملف الحوثيين وانتقال الأزمة بزيارة عادل عبدالمهدي لهم
إذا صحت التسريبات بشأن نقل ملف الحوثيين إلى العراق، فإن ذلك يبدو خطوة ضمن استراتيجية إيرانية لتخفيف الضغط عليها، لا سيما مع اقترابها من مفاوضات حاسمة مع واشنطن. العراق، بعلاقاته المتوازنة بين الطرفين، قد يكون الوسيط المثالي لإدارة هذا الملف. لكن هذا الدور يحمل في طياته تحديات كبيرة، إذ قد يجد العراق نفسه في مواجهة أزمة جديدة معقدة.
التطبيع التدريجي بين القوى الشيعية وأميركا
لا يمكن تجاهل مؤشرات التطبيع التدريجي بين بعض القوى الشيعية العراقية والولايات المتحدة. قد تكون هذه العلاقة ضرورية لتحقيق استقرار داخلي في العراق، خاصة في ظل الرغبة الأميركية في تحييد العراق عن الصراع المباشر مع إيران، وتحويله إلى شريك استراتيجي بدلاً من ساحة تنازع.
من جهة أخرى، إذا تم التأثير على المشهد اليمني من خلال العراق، فقد يكون الهدف هو تقديم الحوثيين كطرف سياسي شرعي بدلاً من كيان متمرد. هذا قد يمنح العراق ثقلاً دبلوماسيًا إضافيًا، لكنه في الوقت نفسه سيضعه في مواجهة أعباء سياسية وأمنية هو بغنى عنها.
مع كل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع العراق الاستفادة من هذا التحول لصالحه أم أنه سيتحول إلى ضحية صراعات جديدة؟ قدرة الحكومة العراقية على التوازن بين الداخل والخارج ستكون العامل الحاسم في المرحلة القادمة. العراق بحاجة إلى تقوية مؤسساته الداخلية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والابتعاد عن سياسة المحاور لضمان عدم تحويله إلى مسرح جديد للصراعات الإقليمية والدولية.
استنتاجي.
إن صحت هذه الفرضيات، فإن العراق قد يتحول إلى لاعب إقليمي أكثر تأثيرًا مما كان عليه سابقًا. لكن هذا الدور الجديد يتطلب استراتيجية واضحة لتحييد أي تداعيات سلبية محتملة. التحدي الحقيقي يكمن في قدرة العراق على لعب دور الوسيط الإيجابي دون أن يتحول إلى ساحة صراع جديدة بين القوى الكبرى. في النهاية، النجاح يعتمد على حسن إدارة هذه الملفات وإعلاء مصلحة العراق فوق كل اعتبار.