فاتح عبد السلام
العقيدة النووية مصطلح بدأ بالتداول سريعا في السنتين الأخيرتين لاسيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي الشرق الأوسط يجري الحديث بقوة عن العقيدة النووية، وسمعنا نواباً إيرانيين يدعون حكومتهم لتغيير العقيدة النووية.
هنا لابد من معاينة أمرين، الأول منهما يخص العقيدة النووية لدى الدول العظمى او التي تليها وتمتلك السلاح النووي أصلاً ولها ضوابط استخدام مرتبطة بمعاهدات وأخرى مرتبطة بالأمن القومي لكل دولة. وفي هذا النطاق تتحدث روسيا مؤخرا عن مراجعة العقيدة النووية الخاصة بها اثر استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية تقليدية لكنها نوعية وبعيدة المدى، ولا أحد يعلم ماهي الأهداف المنتظرة للقصف في العمق الروسي لاحقا.
أمّا الأمر الثاني، والذي تناور به إيران عبر اطراف مختلفة داخل مؤسسات الحكم لديها، فهو تغيير العقيدة النووية للدول التي ليس لديها سلاح نووي ولم تصنعه من قبل، لكنّها تروج الى ضرورة امتلاكه في المستقبل لمواجهة أخطار محدقة.
هناك جولة من المحادثات بين إيران وثلاث دول غربية في الأقل، حول الملف النووي في أيام حاسمة تسبق وصول الرئيس المنتخب ترامب الى كرسيه في البيت الأبيض.
وقبل ذلك لعبت إيران بعدد من أوراق المناورة المهمة عبر حربي لبنان وغزة، لكن من الصعب تحريك أوراق جديدة للضغط على الموقف الامريكي أو الغربي عامة إزاء الوضع النووي في ايران. ولعلّ ترويج دعوات تغيير العقيدة النووية المرتبطة بفتوى المرشد الإيراني الأعلى سيقود الى زرع مزيد من الشك في الأجواء الملبدة أصلاً، وهذا لا يصب لصالح إيران للظفر باتفاق نووي مناسب لها.
مخاوف الغرب زادتو ولعل اشتراطاته في الملف النووي ستزيد أكثر بعد مشاهدة استخدام ايران صواريخ بعيدة المدى في ضرب إسرائيل، مع توقع ان تستخدم ايران ذات يوم قدرتها الصاروخية في قصف اهداف في أوربا أو سواها اذا نشبت حرب ما.
الجانبان، الإيراني والغربي يعرفان تماماً ، ما هو المطلوب بدقة من كل جانب، للمضي في طريق اتفاق نووي يحافظ على امن المنطقة ولا يتسبب في اشعال مزيد من ازماتها.