قد يثير مثل هذا التساؤل ردود أفعال متضاربة وحتى متعارضة.
كنا ما زلنا صغاراً قد قرأوا علينا وعلمونا الحديث النبوي الشريف “ابتسامتك في وجه أخيك صدقة”. وبالطبع يحصد المرء الثمرة الطيبة لهذه الابتسامة عندما تكون صادقة معبرة عن محبة وتفهم وتساهل وتسامح واستعداد للتعاون. وبعكسه لا يبقى لها من معنى غير العادة أو النفاق وحتى المكر والتضليل.
ولكن ماذا عن العبس في وجوه الآخرين؟
للعبس اكثر من معنى وفيه اكثر من تعبير. فالوجه العابس قد يعني أن الإنسان يعيش حالة من ضيق أو مرض. أو أنه يعبر عن عدم الارتياح من شخص أو حالة ما. كما أنه قد يراد به الايحاء بنوع من القوة أو المهابة التي يجب أن يخشاها الناس ويحسبون حسابها ويحترمون صاحبها.
وأخيراً فإن المسحة العامة للابتسامة أو العبس قد تكون أشبه بثقافة سلوك اجتماعي عام لشعب ما! فيقال ان الشعب الفلاني عبوس، وأن الآخر مبتسم!! وبالطبع فإن لذلك أسباب تاريخية ونفسية دفينة.
وفي الختام لا بد من القول الى أن الابتسامة أو العبوس في وجه ذات الإنسان قد تتناوب عليه حالاتها حسب اختلاف ظروفه وأوضاعه النفسية ومواقفه. وهذا ما أجده حالة طبيعية في الإنسان ذي العقل والقلب والضمير والوجدان والعواطف والحاجات والرغبات.