ولا غير فيروز
علي إبراهـيم الدليمي
لأول مرة بتاريخ الأديان السماوية، والقوميات العربية والناطقين بها كافة، في جميع إتجاهات الكرة الأرضية الجغرافية، تتفق عليها الأراء، وتتوحد كلمتهم العميقة عندها، بشكل عفوي، وبمبدأ إنساني صحيح.. هو شرعية وحب «مذهب» غناء فيروز الأزلي. ولا أحد في هذا العالم أن يفرق بين فيروز وحب الناس لها بكل مشاربهم الفكرية والإيدلوجيا.. السياسية والدينية والإجتماعية.. فيروز، ظاهرة كونية فريدة، من الإبداع البشري، في زماننا هذا، الذي لا يتكرر في حياتنا أبداً، وكأنها «معجزة» ظهرت في عصرنا الحالي ليتفق عليها محبي السلام على حبها وسماع أوامر كلمات ولحن وأداء إغانيها المشبعة بالأحاسيس الإنسانية الرقيقة والشفافة كنسيم الهواء وعطر الياسمين، وخيال العاشقين للحياة من صباحها الباكر حتى مساؤها. أبحثوا عبر الزمان عن شخصية إبداعية مرموقة في المشهد الفني المعاصر، إلتفت حولها الجماهير بكل صفاتهم وأعمارهم وأجناسهم، ليتمتعوا بصوتها الرقيق ويتفاعلو معها، في كل صباح ومساء، مثلما هو الحال في شخصية «فيروز»..
تهنيئة خالصة معطرة بعبق أنواع الورود، من أعماق قلوب وضمائر جمهورها العاشق والمسالم في بقاع المعمورة لمقام وشخصية فيروز الإنسانة الراشدة والمبدعة المتواصلة، بمناسبة عيد ميلادها الميمون، التي لم تتذبذب فيه هنا وهناك، بل بقيت محافظة على نصاحة وقيمة مسيرتها، التي يسير خلفها أصحاب القلوب النابضة بالحب والحياة والمستقبل.. والسلام.