الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حانوت المدرسة..طعام غير صحي

بواسطة azzaman

حانوت المدرسة..طعام غير صحي

لينا ياقو يوخنا

 

من الاشياء التي كانت ولا زالت موجودة في بعض المدارس هي الاسواق الصغيرة اوما نسميها باللغة العامية الدارجة “الحانوت” لبيع المأكولات والمشروبات للتلاميذ والطلبة لعدم توفير الوزارة التغذية المدرسية المجانية لهم والتي كان معمول فيها قبل عقود. وما يباع فيها يختلف من حانوت لاخر لكن اغلبها تتضمن اكلات جاهزة مثل رقائق البطاطا المقلية المقرمشة “الشيبس” والمطعمة بمختلف النكهات كما تباع الحلويات مثل البسكويت والشوكولاته التي تحوي نسبة عالية من السكر اما المشروبات فتتضمن الغازية كالبيبسي وعصائر منوعة غير طبيعية. وعادة  ما تحوي هذه المأكولات والمشروبات على مواد حافظة مُضرة بصحة الانسان لكن لا بديل عنها فالوزارة لا توفر التغذية المجانية للتلاميذ والطلبة, كما ان بعض اولياء التلاميذ لا يعدون الطعام لاولادهم اثناء ذهابهم للمدرسة اما لانشغالهم او لخوفهم من ان يصبح الطعام المُعد غير صالح للتناول بعد ساعات قليلة خاصة فترة الصيف الحار فيضطروا ايضاً لشراء المشروبات الباردة في الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة كثيراً لذا صار اعتمادهم على ما يباع  لسد رمق جوعهم وعطشهم خلال الساعات التي يقضونها في المدرسة, فكان من نتائج هذه التربية ان اصبحت من ثقافة مجتمعنا وروتين الأغلبية -صغار او كبار السن - تناول كل ماهو غير صحي ولهذا يعاني الكثيرين اليوم من مشاكل صحية والتي احدى اسبابها تعود لعدم اهتمامهم بنوعية الطعام واختيار ما هو ضروري ومفيد اذ يفضلون الاكلات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية وكذلك الاكلات الجاهزة التي يتم اعدادها في المصانع والتي تحوي على نسبة من المواد الحافظة وكذلك المشروبات التي تحوي السُكر والاصباغ. ولأنه لم يتم التوعية والتثقيف بمجال الصحة والتغذية الصحيحة في المدرسة منذ الصغر اصبحت ثقافة مجتمعنا محدودة في اختيار نوعية الطعام.ومن جهة اخرى لا تتبنى الوزارة او تهتم بموضوع التغذية المدرسية المجانية بدلاً من الاموال التي يدفعها الطلبة للحانوت يومياً والذي لا يراعى فيه اختيار الاكلات والمشروبات الصحية فغالباً المستثمرين والعاملين بهكذا مشروع لا يمتلكون هذه الثقافة مثل الكثيرين في مجتمعنا لأنهم ليسوا مختصين بهذا المجال والامر الآخر اهتمامهم بتحقيق الربح المادي على حساب صحة التلاميذ والطلبة.ومن المفترض ان يكون هناك اهتمام بالجانب المتعلق بصحة الفرد, وللمدرسة دور كبير ومهم جداً في هذا الجانب وذلك من خلال تشديد الرقابة على ما يباع في الاسواق “الحانوت” طالما الوزارة غير قادرة في الوقت الحالي على توفير الغذاء للتلاميذ والطلبة كما كانت المدارس قبل عقود تخصص وجبات طعام تتضمن كل ما هو ضروري لصحة الانسان مثل الحليب ومشتقاته بالدرجة الاساس, لذا يجب ان توضع شروط لنوعية الاكلات والمشروبات التي يجب ان تباع في “الحانوت” ومراقبة تطبيق ذلك من قبل ادارة المدرسة, على امل ان يتم الاستغناء عن الحانوت في المستقبل القريب وتوفير الوزارة للوجبات الغذائية-المجانية لجميع طلبة المدارس في العراق.

 


مشاهدات 110
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2024/11/19 - 5:02 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 4:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 228 الشهر 8932 الكلي 10052076
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير