خيارات مفقودة
سامر الياس سعيد
لم يكن مستوى اداء منتخبنا الوطني بذلك المستوى المامول الذي انتظرته الجماهير الرياضية لاسيما وان مباراته ضد المنتخب الاردني عدها الجمهور الرياضي بكونها مباراة فاصلة تبين احقية طموحنا بالتاهل كثاني المجموعة بعد ان غرد متصدر المجموعة المنتخب الكوري الجنوبي بتحقيقه الفوز في اغلب مبارياته التي خاضها باستثناء تعادله المفاجي في اولى مبارياته التي جمعته بالمنتخب الفلسطيني .
عموما لم يكن المنتخب العراقي في مستوى الطموحات بسبب غياب المعالجات من جانب المدرب وقد تيقنت بان التعادل المخيب الذي حازه المنتخب كان نتيجة متوقعة حتى قبيل انطلاق المباراة لكن تفاؤل الجماهير الرياضية غمر صندوق التوقعات بالكثير من المشاعر في ان يتجاوز المنتخب تباين مستوى لاعبيه واغلبهم لم يكن بالمستوى الذي يمنح المنتخب النقاط الثلاثة المطلوبة لاسيما وان هدرها على ملعبنا يعد خسارة في منظور التحصيل لاكبر عدد من النقاط بغض النظر عن المستوى من خلال تحقيق الفوز .
لقد لعب المنتخب الاردني على خيار التكتل الدفاعي مما اسهم بغياب الحلول عن مدربنا كاساس الذي ذر الرماد في العيون بعد تصريحه عقب انتاء المباراة بان اللاعبين لم يكونوا في مستوى المباراة اضافة الى انهم لم ينجحوا في ترجمة الخطط التي عمل عليها المدرب طيلة الاسبوع السابق للمباراة اي ان تكتيك المدرب اختلف من خلال ما قدمه اللاعبون لكن هنا تبرز احد خصائص عقلية المدرب حينما ابقى على اللاعب ايمن حسين وحيدا مقيدا بلاعبين اثنين من جانب المنتخب الاردني لتفكيك خطورته واحجام حركته داخل منطقته المفضلة وهو الامر الذي نتج عنه عواقب وخيمة بعدم وجود اي لاعب مساند يمكنه فتح الثغرات المحكمة من جانب اللاعبين الاردنيين او اجادة تمرير الكرات المطلوبة للاعبين الاخرين من منتخبنا الوطني لكسر ذلك التكتل الدفاعي كما ان عدم التركيز بات السمة الخاصة باغلب لاعبينا لاسيما مهند علي الذي اهدر فرصة محققة نتيجة عدم اجادته لتمرير الكرة بشكل اسرع او تمريرها الخاطيء للدفاع الاردني .
وعجت مواقع التواصل ووسائل الاعلام بالانتقادات المكثفة على المدرب لابقائه على دكة الاحتياط لاعبين يتمتعون بالسرعة والارتداد لتشكيل الخطورة المطلوبة وابقائهم حتى دقائق متاخرة من المباراة للزج بهم فيما كان الوقت المناسب لادخالهم للتشكيلة وابعاد اللاعبين ممن ظهروا بمستويات متذبذبة خلال المباراة او من ارتكبوا اخطاء نالوا عليها الانذارات ليبقوا تحت هاجس نيل البطاقة الثانية التي تحرم المنتخب من جهودهم لاعادة سيناريو مباراة الكويت التي فقدنا فيها اللاعب المدافع ريبين سولاقا وبقي المنتخب يدفع ثمن ذلك التصرف طيلة مباراة كانت محسومة النتيجة لصالح منتخبنا لو لم يحدث الطرد المشؤوم . وخلال الايام القليلة التي تفصلنا عن موعد مباراتنا القادمة ضد المنتخب العماني لابد من ايجاد حلول للاعبين الجاهزين والزج بهم في بداية المباراة كونهم يملكون الحلول ويتمتعتون بالخيارات المناسبة لترجمة اراء المدرب دون العودة لسيناريو مباراتنا امام الاردن والتي شابتها السلبية بدءا بالاداء وانتهاءا بالنتيجة التي لم ترضي الشارع الرياضي فتمنى الجمهور بان تكون المصالحة في ملعب عمان باستئناف العودة على سكة الانتصارات .