سياسة ترامب الدفاعية: تقليص التدخلات الخارجية وحماية الأمن القومي
محمد علي الحيدري
في إطار حملته الانتخابية لعام 2024 التي أعادته للبيت الأبيض أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب على رؤية عسكرية تركز على تحقيق شعار «أميركا أولًا»، حيث تعهد بتقليص التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج وتركيز الموارد الدفاعية على حماية الأمن القومي للولايات المتحدة.
وفي معظم تجمعاته الانتخابية كرر ترامب بكل وضوح عزمه على إعادة تقييم دور وزارة الدفاع (البنتاغون) في العمليات العسكرية الدولية، داعيًا إلى تقليص الوجود العسكري الأميركي في مناطق مثل الشرق الأوسط.
ووفقًا لكلامه فإن على البنتاغون التكيف مع سياساته التي تسعى إلى تعزيز القوة العسكرية الأميركية في مواجهة التهديدات الكبرى مع الحفاظ على استقلالية أكبر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، وجّه ترامب انتقادات حادة للبنتاغون والإدارات السابقة، مشيراً إلى فشل بعض السياسات العسكرية التي أدت إلى إطالة أمد الحروب دون تحقيق نتائج ملموسة لصالح الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، يبدو أن الرئيس المنتخب يعيد توجيه السياسة الدفاعية الأميركية نحو استراتيجية أكثر تركيزًا على الأولويات المحلية، مع مزيد من التركيز على تحديث وتطوير قدرات الجيش الأميركي بما يتناسب مع التحديات المستقبلية.
وبطرحه هذه التصريحات، يوضح دونالد ترامب أن سياساته العسكرية ستعتمد على تقليص التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج، وخصوصا في المناطق التي لا تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأميركي. ووفقًا للرئيس المنتخب، فإن إدارته ستهتم بحماية الحدود الأميركية وضبط حركة الهجرة غير الشرعية بدلاً من المشاركة في الحروب الطويلة والمكلفة وهو يسعى في خطته إلى تعزيز القوات المسلحة الأميركية بشكل مباشر للدفاع عن المصالح الوطنية بدلاً من التدخل في نزاعات خارجية قد لا تؤدي إلى نتائج استراتيجية ملموسة.
كما أكد ترامب على أهمية مواجهة التهديدات الدولية الكبرى، مثل الصين وروسيا، من خلال تعزيز القدرات العسكرية للولايات المتحدة.
اسلحة متطورة
وهنا يوضح أن الاستعداد العسكري يجب أن يتوجه نحو الدفاع عن الولايات المتحدة من هذه القوى العظمى بدلاً من التورط في نزاعات مع خصوم غير مباشرين.
ويعتزم الرئيس الأميركي المنتخب الاستثمار في مجالات مثل الفضاء الإلكتروني والأسلحة المتطورة لضمان تفوق أميركا على خصومها وهذا التوجه يفرض على البنتاغون إعادة تقييم استراتيجياته العسكرية لتواكب تطور تهديدات المستقبل.
إلى ذلك، أشار الرئيس ترامب في تصريحاته إلى أن البنتاغون سيحتاج إلى إجراء تعديلات على استراتيجيات الإنفاق العسكري لذا فهو ينوي تقليص تكاليف العمليات العسكرية في مناطق لا تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الأميركي، في الوقت الذي سيواصل دعم تحديث الجيش وتعزيز قدراته الدفاعية.
وهذه السياسة تتماشى مع موقفه العام بشأن ضرورة استخدام الأموال العامة بشكل أكثر كفاءة وفاعلية، بحيث يتم توجيهها إلى مناطق تساهم بشكل مباشر في الدفاع عن البلاد وليس في الحروب غير الضرورية.
كما لوحظ آن ترامب لم يتوان في خطاباته عن نقد وزارة الدفاع متعهدا بتقديم إصلاحات جذرية فيها مع التركيز على جعل المؤسسة العسكرية أكثر مرونة وأكثر استعدادًا لمواجهة التهديدات المتزايدة مثل الهجمات الإلكترونية والحروب الهجينة.
وفي جانب آخر أكد ترامب على أهمية استقلالية القوات الأميركية في اتخاذ قراراتها العسكرية، مع التقليل من الالتزامات العسكرية غير الضرورية مع الحلفاء في أماكن مثل الشرق الأوسط وأفغانستان.
اتخاذ قرارات
وواحدة من النقاط الأساسية التي تطرق إليها ترامب هي التوترات بينه وبين البنتاغون بسبب أسلوبه غير التقليدي في اتخاذ القرارات العسكرية حيث أشار إلى أن البنتاغون كان «جزءًا من المشكلة» خلال العقود الماضية بسبب التردد في اتخاذ القرارات وتنفيذ سياسات قد تسببت في إطالة أمد الحروب دون نتائج إيجابية.
وهو يصر على أن البنتاغون يجب أن يكون أكثر استعدادًا لتنفيذ سياساته الدفاعية بسرعة وفـــــــــــعالية، مع التركيز على العمليات العسكرية المدروسة التي تتماشى مع رؤية «أمريكا أولًا».»