مناجاة
حسين الصدر
-1-
اذا كانت مناجاة العباد للربّ العظيم تختار النثر غالبا طريقاً للمخاطبة ، فانّ هناك مَنْ يختار الشعرَ طريقاً لمناجاة الله سبحانه .
-2-
وممن سلك هذا الطريق ( عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي ) حيث قال :
أسيرَ الخطايا عند بابِكَ واقِفُ
على وَجَلٍ مما بِهِ أنتَ عارِفُ
يخافُ ذنوباً لم يغب عنكَ غيبُها
ويرجوكَ فيها فهو راجٍ وخائِفُ
ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي
ومالكَ في فصلِ القضاءِ مُخالِفُ
فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي
اذا نشرتْ يومَ الحسابِ الصحائِفُ
وكُنْ مؤنسي في ظلمة القبر عندما
يصد ذوو ودي ويجفو المُوالِفُ
لئن ضاق عني عفوكَ الواسع الذي
أرّجي لاسرافي فانّي لتالِفُ
-3 –
انّ كل واحد منا يعرف ما انطوت عليه صحيفة أعماله، والأخطاء والخطايا فيها ليست بالقليلة ...
وهذه الصحائف لاشك أنها ستنشرُ يوم القيامة ويبوء أصحابها بالندم ويودون لو أنهم يرجعون الى الدنيا لتلافي أمرهم ولكن هيهات .
انّ الحقيقة التي يجب ان لا تغيب عن اذهاننا هي انه لا ملجأ لنا من الله الاّ إليه .
وحين نأتيه مُقرين بالذنب نادمينَ عليه ، نسأله العفو والغفران ويرى منا الصدق في ذلك، فانه يجود علينا بالعفو فهو الرؤوف الرحيم .
-4-
والمهم أن يستذكر المرء ذنوبه وخطاياه ويتوب الى الله تعالى منها ويفزع اليه طالباً منه العفو والصفح وقبوله التوبه ، يفعلُ هذا قبل فوات الأوان ذلك ان نَفَس الانسان خُطاه الى أجله، ولا يدري متى يُطرق الباب ؟