سلم الأولويات
جواد العطار
تنص اتفاقية الاطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية والموقعة عام 2008 في ديباجتها بالقسم الاول المكون من ثلاثة بنود تحت عنوان - مباديء التعاون ، وبالفقرات 1 وتنص ( وجود عراق قوي قادر على الدفاع عن نفسه امر ضروري لتحقيق الاستقرار في المنطقة ) ، ووردت نص العبارة في الفقرة 2 ( وبالاحترام الكامل لسيادة العراق ) ، والفقرة 3 التي تنص ( على الولايات المتحدة ان لا تستخدم اراضي ومياه واجواء العراق منطلقا او ممرا لشن هجمات على بلدان أخرى ).
ومع الاسف لم ينفذ اي فقرة من فقرات التعاون من قبل الولايات المتحدة بل وخرقت لاكثر من مرة واخرها مرور الطيران الاسرائيلي في الاجواء العراقية قبل ايام والذي قدم العراق شكوى لمجلس الامن الدولي حوله... وما يؤسف له أكثر هو اتكال العراق على امريكا نفسها في تحقيق ذلك رغم مرور قرابة 14 عام على دخول الاتفاقية حيز التنفيذ... فاين الساسة مما يجري؟ وهل يعقل ان بلد مثل العراق لا يمتلك مقومات الدفاع عن نفسه وحفظ أمنه وسيادته؟.
لقد فجر التوتر الاخير بين إيران واسرائيل نقطة في غاية الأهمية والحساسية ، وهي ان الأمن والاستقرار والأعمار والتنمية تحتاج الى من يحميها ويوفر لها البيئة الآمنة المستقرة للعمل والانجاز المطلوب ، مثلما ان الحكومة مطالبة بتوفير الأمن لمواطنيها وحفظ سيادة واستقرار البلاد وهذه مهمتها الرئيسية التي يفترض ان تقوم بها على اكمل وجه.ان العراق اليوم بحاجة ماسة إلى تطوير بنيته العسكرية بشكل يتماشى مع تقنيات الحرب الجديدة التي افرزتها حرب غزة ولبنان وبالاعتماد على نفسه لا الآخرين... وتقع في سلم الاولويات العسكرية تنويع مصادر تسليح الجيش العراقي بين امريكي وروسي وصيني اولا؛ تعزيز صنوف الجيش العراقي المختلفة بالاسلحة المناسبة للدفاع عن سيادة البلاد ثانيا؛ وبالذات في مجال الدفاع الجوي المتطور. والاعتماد على القدرات العراقية والقرار السيادي في انجاز مهام الأمن القومي ثالثا؛ وهو الطريق الاسلم في حماية البلاد وحفظ امنها وصيانة سيادتها ، وهو نص القسم الدستوري لكل مسؤول عند توليه المنصب ، والجميع يتحمل المسؤولية.