أخيراً بعد الفرح والبهجة إنتهى مهرجان كركوك المسرحي

عمل عن نقرة السلمان أبطاله عاشوا تجربة الإحتجاز فيه

كركوك -  كافي لازم

دخلنا هذه المدينة الجميلة بعد ان تجمع وفد العاصمة قرب كلية الفنون الجميلة وقد تكرمت ادارة المهرجان بقيادة الفنان القدير شكو عمر بارسال سيارة خاصة للوفد جاءت من كركوك

وبعد ان وضعنا رحالنا في فندق (رويال. موتيل) مع استراحة قصيره في هذا الفندق الذي يعج بالوفود من الفنانين من مختلف دول الاقليم (كرد سوريا و ايران و تركيا وكردستان العراق) بأزياءهم الزاهية الجميلة المعروفة.

وحين حان وقت الافتتاح انطلقت بنا السيارات في ليل جميل في ظل اضواء المدينة على شكل وفد رسمي ترافقنا السيارات الامنية في المحافظة وهي تحمل العلم العراقي. دلالة على الالفة والمحبة التي تجمع شعب كركوك النبيل تحت راية علم الدولة الرسمي، متجهين الى موقع الاحتفال وهو (قلعة كركوك الاثرية) وسط البهجة والفرح الذي ساد المهرجان والذي افتتحه نائب رئيس مجلس البرلمان العراقي شاخوان. حيث كان المكان مكتضا جدا بالجمهور رغم المساحة الشاسعة المتوفره وبعدها شاهدنا عمل مهم في عنوانه عن سجن نقرة السلمان وهول العذاب و المعاناة التي لقيها الكورد في هذا المكان المنقطع الرهيب.. والمهم في هذا العمل ان ابطاله هم انفسهم كانوا من بين المحتجزين والذين نجوا باعجوبه حينما كانوا اطفالا وصبيانا وهم يرون لنا الاحداث الحقيقية لما جرى لهم في عمل مؤثر وحزين.

وتتابعت العروض الكثيرة والمتنوعة في جوهرها ومحتواها وفي اشكالها ومضامينها وهي عموما تتحدث عن حالة الظلم الحاصل للبشرية وتسلط الطغيان على الانسانية والصراع الدائم مع قوى الشر وقوى الخير عبر التاريخ والبحث عن الحرية والعيش الكريم ومواضيع اخرى عن المراءة والطفل  في عروض تتسم بالقوة احيانا والضعف احيانا اخرى كذلك هناك عروض متوسطة الاداء على مستوى الاخراج والتمثيل.

نقاش موضوعي

كل هذه العروض كانت خاضعة للندوات الفكرية والتحليل الفني عبر نقاش علمي وموضوعي بين المختصين في تشخيص حالات الخلل والضعف والقوة في صباحات الايام التالية للعروض... وللمرة الثانية وكعادة المهرجان ان لاينسى الاقضية والنواحي لمدينة كركوك اذ قرر هذه السنة ان يقيم عرضا في ناحية (آلتون كوبري).. اذ قطعنا مسافة 40 كم في طريق جميل جدا تملأه الخضرة والمناظر الجميلة.. وهناك وجدنا جامعة كبيرة تحت اسم (جامعة الكتاب) في ابنيتها الجميلة وقاعتها الفاخرة والفخمة والمؤثثة بأحدث الطراز فضلا عن النظافة السائدة في المكان مع انها في مستوى ناحية وهذا شيء عظيم.. كما المهرجان السابق كان هناك عرضا في قضاء جمجمال ويبدو ان هذا سيكون تقليدا في المهرجانات القادمة .

رغم ان المهرجان قد نجح بتفوق في محطات كثيرة الا ان كثرة العروض انهكت المتلقي حيث ان ثلاثة عروض واحيانا اربعة فضلا عن التنقل من مكان لآخر وسط ازدحامات المدينة اعطى احيانا حالة من عدم التركيز والاستيعاب لكنه في المجمل كان مهرجان رائعا وهنا لابد بالاشادة   بكادر اللجنة المنظمة للمهرجان وفريق العمل بقيادة الفنان شكو عمر الذي لايمل ولايكل في البحث في ادق التفاصيل .

وبعد ان اختتم المهرجان في حفل بهيج بالرقصات والدبكات والموسيقى الكردية المعروفة وقد وزعت الجوائز على الفائزين بدون انحياز او محاباة الى هذا او ذاك .

وهنا لابد من ذكر حقيقة مهمة وهي النظافة السائدة في مدينة كركوك وتأثيث شوارعها بخطوط السير والارصفة وهذا لم يكن مقتصرا على مركز المدينة (كمافي بقية مدن العراق) بل احيائها المتوسطة والفقيرة وهذا يحسب الى بلديتها وعملها الدائب..واخيرا ودعنا الاخوة مثل ما استقبلونا بالحفاوة واكثر . وايضا خصصوا لنا سيارة الرجوع الى بغداد الحبيبة.