الـله بالخير رياضة
غرور المدرّبين
اكرام زين العابدين
المدرِّب هو الشخص الذي يشارك في عمليات تعليم وتوجيه وتدريب الفرق الرياضية، ويعتبر في الالعاب الجماعية جزء من فريق عمل يُعرف باسم الجهاز الفني.
ويسعى المدرب الى اكتشاف ميول اللاعبين وتقييم أدائهم وتطوير استعداداتهم البدنية والنفسية، وإعداد الخطط التدريبية اللازمة لتحقيق افضل النتائج.
المدرب الهولندي تين هاغ من مواليد 1970 ، نجح في تحقيق نتائج متميزة مع نادي اياكس الهولندي وحقق معه القاب الدوري والكاس وشارك في البطولات الاوربية.
استلم تين هاغ مهمة تدريب الشياطين الحمر في موسم 2022 ، تعامل بغرور وتعالي مع واحد من افضل نجوم العالم باللعبة وهو كريستيانو رونالدو الذي عاش فترة سيئة معه بعدما استبعده من تدريبات الفريق الأول لبضعة أيام ، مما جعله يغضب ويخرج وينتقد الادارة والمدرب بمقابلة تلفازية وبعدها غادر القلعة الحمراء وتوجه صوب السعودية ، وتعامل ايضا مع سانشو بشكل غير لائق خاصة عندما اشترط عليه الاعتذار علنا من أجل السماح له بالعودة للظهور مع الفريق.
ولم يكن حظ نجمنا الشاب زيدان اقبال افضل من الباقين لعدم منحه فرص اكثر للمشاركة بمباريات البريميرليغ بالرغم من المستوى الفني الجيد الذي كان يقدمه ، وبعدها عامله بانانية وحرمه من المشاركة مع منتخب الشباب في مونديال الارجنتين للشباب عام 2023 ، وقرر الاستغناء عنه ليرحل للدوري الهولندي.
ودفع تين هاغ ثمن البداية السيئة للفريق بالموسم الحالي واحتلاله مركزاً متاخراً (14) مع انتهاء الجولة التاسعة ، لتقرر إدارة النادي الاستغناء عن خدماته بعد مطالبة الجماهير المتعددة لتصحيح مسار الفريق الذي كان بالمقدمة بزمن السير فيرغسون .
ان مهنة التدريب تعد واحدة من اصعب المهن التي يعمل بها عدد غير قليل من الرياضيين ، وبعض هؤلاء يحقق انجازات يشاد لها بالبنان ، ويستمر في نجاحاته الى حين .
لكن البعض من المدربين يصابون بجنون العظمة او بالغرور نتيجة تحقيق بعض النتائج الايجابية التي يحصلون عليها ويعتقدون انها نهاية المطاف ، وان لا احد يستطيع تحقيق افضل منها ، وهذا الاعتقاد خاطيء وغير حقيقي.
ان علم التدريب يتطور في كل يوم من خلال حصول المتغيرات على اساليب اللعب وكذلك الخطط والخطط المضادة ، وكم من مدرب نجح في موسم ، لكنه عاد وعانى من كيفية الحفاظ على نجاحاته بالموسم الجديد ، لان الآخرين عرفوا اللعبة بعد ان قاموا بتحليل افكاره واوقفوا مكامن القوة فيها ، ونجحوا من تحقيق الانتصار عليه .
لذلك على المدرب ان لا يصاب بالغرور ويشعر الآخرين بان الانتصار عليه من المستحيلات او الاحلام . شاهدنا في كلاسيكو الكرة الاسبانية الاخير كيف نجح مدرب برشلونة في اذلال مدرب الملكي ولقنه درساً كروياً لن ينساه بسهولة ، علما ان الجميع كان يعول على دهاء الثعلب العجوز انشلوتي في حسم المباراة نظراً لامتلاك الفريق عدد من النجوم الكبار، لكن فكر الالماني فليك كان افضل من خلال توظيف ادواته الشابه بالشكل الصحيح وتحقيق نتيجة كانت تحلم بها ادارة النادي الكاتلوني.
اما مدربينا المحليين الذين حققوا نتائج جيدة على الصعيد المحــــــــــــــلي والخارجي ، وان الاعلام اشاد بهم ومازال بامكانياتهم الفنية وطريقة قيادتهم للفرق، ولكن بعضهم اصيب بداء الغرور والتكبر ، وبدأ يتحســــــــــتس ويتوجس من اي رأي مخالف لافكاره ، او اي انتقاد يوجه له في حاله الاخــــــــــــفاق ، وكأن الامر استهداف شخصي له ولانجازاته ، ويتناسى هؤلاء بان الاعلام سبق وان اشاد بهم واثنى عليهم عندما حققوا نتائج ايجابية ، لكن الامر تغيير بعد فشلهم في تحقيق اي نتيجة ايجابية ، لانهم لم ينجحوا في عملهم.